إرفاع رأسك إنَّك تونسي، العالم التُّونسي الجليل سي منجي الباوندي (Moungi Bawendi) يحصل مند حين على جائزة نوبل للكيمياء لسنة 2023، رفقة زميليه الباحثين بالولايات المُتَّحدة الأمريكيَّة لويس بروس (Louis Brus) وألكساي إيكيموف (Alexei Ekimov)، لأبحاثهم القيِّمة في "اكتشاف وتطوير النِّقاط الكموميَّة، وهي جُسَيْمات نانُويَّة صغيرة جدًّا لدرجة أنَّ حجمها يحدِّد خصائصه"، في تصريح لهيئة الجائزة صباح هذا اليوم الأغر رابع شهر أكتوبر 2023.. مبروووك سي منجي.. مبروك لتونس..
منجي جبريل الباوندي تونسيٌّ أبا عن جدّ، وُلد في باريس سنة 1961 وزاول تعليمه بها، ثمَّ التحق ب"معهد ماسيشيوتش للتِّكنولوجيا" (أم آي تي) بالولايات المُتَّحدة الأمريكيَّة قبلة العلماء من مختلف أرجاء المعمورة، أين واصل أبحاثه حول النَّانو جَُزيْئات والنِّقاط الكموميَّة، وهو من أبرز الكيميائيِّين المذكورين في الأبحاث والمقالات العلميَّة المُحكَّمة في العالم.. وهو ابن عالم الرِّياضيَّات التُّونسي الجليل سي محمَّد الصَّالح الباوندي الَّذي غادرنا في مَهجره بالولايات المُتَّحدة الأمريكيَّة سنة 2011..
مبرووووك لتونس جائزة نوبل الثَّالثة في تاريخنا والثَّانية للعلوم، بعد جائزة نوبل للسَّلام لسنة 2015 للرُّباعي الرَّاعي للحوار الوطني التُّونسي، وبعد وجائزة نوبل للطِّب لسنة 1928في شخص سي شارل نيكول لأبحاثه بالمستشفى الإسلامي العزيزة عُثمانة بتونس أحد أقدم مَشَافي العالم، والَّذي قال قولته الشَّهيرة "لم أختر أن أولد فرنسيًّا ولكنَّني اخترت أن أموت تونسيًّا"، وأوصى رحمه الله بدفنه في تونس وبإهداء أرشيفه ولوحاته الزَّيتيَّة وقصصه لتونس وبتخصيص قيمة الجائزة لتجديد معهد باستور بتونس ودفنه بحديقة المعهد بساحة باستور بالحاضرة عاصمة تونس المحروسة..
على سفيرتنا بواشنطن زيارة وتكريم مواطننا التُّونسي حالًّا بمخابره وتنظيم حفل لتكريمه بسفارتنا بحضور الإطار العلمي والسِّلك الدِّيبلوماسي والمجتمع المجني والجاليات المغاربيَّة والإفريقيَّة والعربيَّة والمسلمة، وعلى سفيرنا بستوكهولم لدى مملكة السُّويد (أين تسلَّم جوائز نوبل للفيزياء والكيمياء والطِّب والأدب في حين تُسلَّم جائزة السَّلام بأوسلو بمملكة النُّرويج) القيام بواجبات تمثيل الدَّولة التُّونسيَّة في موكب تسليم الجائزة والحرص على تضمين اسم بلادنا كبلد المولد للعلَّامة الباوندي وتسجيل الجائزة في سجلِّ تونس كبلد الجنسيَّة، وعلى وزيرنا للتَّعليم العالي والبحث العلمي في حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة تهنئة عالمنا التُّونسي الجليل باسم الدَّولة، وعلى وزيرنا للتَّربية في حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة وهو كيميائي تخصيص يوم ساعة احتفاليَّة بكافَّة معاهد وإعداديَّات ومدارس الجمهوريَّة لإبراز مناقب العالم الجليل الباوندي ورسالته وتحفيز همم النَّاشئ، وعلى رئيس الجمهوريَّة دعوة وتكريم عالمنا الجليل وتوشيحه بأعلى أوسمة الدَّولة..
ملاحظة للمختصِّين في تقزيم وجلد الذَّات: جائزة نوبل تُكرم الفائز على أبحاثه، وهي أيضا تكريم للمخابر الَّتي اشتغل فيها وأنجز فيها أبحاثه وكذلك جنسيَّته، ومحرِّكات البحث تنظِّم الولوج لهاته المعلومات الأساسيَّ حول الحائزين على جوائز نوبل.. وانظروا من حولنا لدولة المجر الشَّقيق كيف أحصت وسجَّلت كافَّة مواطنيها الحائزين على جوائز نوبل بما في ذلك الَّذين اشتغلوا في جامعاتها ومخابرها من غير حاملي جنسيَّتها وبالأخص أولائك الَّذين اشتغلوا في مخابر أجنبيَّة أمريكيَّة أساسا وهم من أصول مَجَريَّة، كما حصل منذ يوميين مع جائزة نوبل للطِّب، أو الباحثة الفرنسيَّة المقيمة والباحثة في السُّّويد والمتزوِّجة من سُويدي وصاحبة الجنسيَّة السُّويديَّة والَّتي فرحت فرنسا عن بكرة أبيها وأُمِّها يوم أمس لفوزها بجائزة نوبل للفيزياء بالتَّناصف يوم أمس وعدَّتها في حساب فرنسا، بل وشارل نيكول الَّّي رفض الإقامة في فرنسا ورفض أن يدفن فيها واختار أن يهدي قيمة الجائزة وأرشيفه وأعماله وآثاره لتونس التي قاد فيها أبحاثه في المستشفى الإسلامي العزيزة عُثمانة واختار أن يدفن فيها في مقر معهد باستور بتونس ولا تزال فرنسا تعتبره إلى الآن فرنسيًّا وتعتبر إلى الآن جائزة نوبل الَّتي حاز عليها فرنسيَّة.. فكفى جلدا للذَّات.. مبروك سيدي منجي الباوندي.. مبروك لتونس..
تحيا تونس..