لا حزنًا ولا فرحًا
مرّت سنوات الحريّة والديمقراطية والشعب التونسي يصارع بعضه، ضامنًا على الأقلّ قوت يومه. وكنّا نحاول بناء التنوّع على أساس الفكرة ونتخذ مسافة نقدية بما يضمن استمرار التجربة وفي الآن نفسه نقضي حوائج النّاس والنّاس في المقابل تمتلئ حماسة للفعل وتأمل في غدٍ أفضل إن لم يكن لها فلأبنائها وأحفادها... لم نكن نطلب أكثر من الصّبر قليلا.
مرّت سنوات الحريّة والديمقراطية والمواطن يطلق عقيرته في أي مكان بنقد الحكومة والرئيس والتعريض بالأحزاب وحتى ب"لعن الديمقراطية".. ثمّ يعود بعد كلّ هذا إلى داره محمّلا بغلّة السوق ويطلب الزوجة للفراش مطمئنًا. نعم! كانت وطاويط المرحلة تملأ الرأس صداعًا وتفسد سهرتنا بنقاشات بيزنطيّة تافهةٍ ولكن كنّا نقول إنّ "شعب الله الديمقراطي" سيحسم بالصندوق شؤونه.. فلننتظر.
مرّت سنوات الحرية والديمقراطية ونحن متيقظون لأعداء التجربة من الأشقّاء قبل الأعداء ونعلم يقينا غدرهم ولكنّنا لم نستطع منع بيع الذّمم وشرائها ولكننا كشفنا تواطئ بعض قومنا مع أهل الشرّ في الداخل والخارج.. ولعب اعلام البوبالة أقذر أدواره وحوّل كلّ محترم في الفكر والسياسة إلى مسخرة مضحوك عليها.. قلنا إن لم ننجُ فإنّا إذن لخاسرون.
وجاء "الانقلاب" برثاثته لنتأكّد يقينا أنّ "شعب الله الديمقراطي" ليس إلاّ "شعب الله التعايشي" بقرون ماعز مقرور..
يلعن سمايا إذا فكّرت به يوما فيما تبقّى من العمر..