لم يكن بإمكان الصهاينة ذبح 15.000 فلسطيني لو لم يقع إفشال الثورة في مصر تحديدا. قصيرو النظر ،الذين تستبِدُّ بهم وساوس اصبحت الان بلامعنى، رقصوا لانقلاب السيسي واصدروا بيانات " تُهنّئ العسكر والامن في مصر على الانجاز ( انظر بيان الاتحاد).
اما الصهاينة فقد كانوا يفكرون بطريقة استراتيجية، لذلك ادركوا ان الثورات ستُحرر ارادة الشعوب فتشارك عاجلا ام آجلا في معركة تحرير فلسطين. ستشارك اما بحمل السلاح واقتحام الحدود او بان تفرض على الحكام ،عبر آلية الانتخابات، المشاركة في التحرير عند اول حرب . على الاقل تفرض عليهم عدم فتح اجواءهم لطيران العدو، وفتح الطريق للجرحى ولشاحنات الغذاء.
وكان الصهاينة منذ امد بعيد يخططون لابتلاع كل فلسطين، ولم يكن " اوسلو" الا ملهاة لاستنزاف الفلسطينيين وربح الوقت للضغط على الحكام من اجل التطبيع المجاني.
عندما وقعت الثورات ادرك رُعاة الصهاينة وحُكام الاحتلال ان نجاحها يعني تحرير اقوى خصم ل" اسرائيل": الشعب العربي. تحالفت " اسرائيل" مع حلفاءها الان ضد غزة، هم انفسهم، ضد الثورات: ذُبحت في مصر وفي دوار اللؤلؤة في البحرين وفي ليبيا وفي سوريا وفي الاردن واليمن والسودان.. وتونس خرّبوها بالاغتيالات والاحتراب والقصف الاعلامي ..
اليوم تعجز مصر ان تفتح معبرا يقع في اراضيها وتحت سيادتها ولا علاقة له بالأرض التي تحتلها " اسرائيل"، ويستعمل الطيران المدني والحربي اجواء السعودية والامارات.. والبحرين والسودان مطبعان.
لا احد يجرؤ على التساؤل علانية الان : في هذه الاوقات المرة والمليئة بالقهر والعجز ايهما افضل ان يحكم مصر مرسي والاخوان ام يحكمها السيسي؟ يحكمها من " يتخابر مع حماس" ام من طلب من " اسرائيل" " انجاز مهمتها بأسرع وقت؟"
اذا كانت فاجعة قتل 15 الف فلسطيني وتشريد مليونين وجرح 20 الف لا تجعل البعض يُراجع احكامه السابقة ويتخلص من وساوسه التي اخذها مأخذ الحقائق، فهؤلاء موتى وجثث تتحرك في الشوارع وتُعفّن الهواء الذي نتنفسه.