نهاية "شمس أف أم" وفشل جديد للدَّولة في إدارة ملف المصادرة وفي حفظ المال العام وفي الحفاظ على التَّعدُّديَّة الإعلاميَّة.. الدَّولةُ التُّونسيَّة، رئاسةً وحكومةَ تدابيرٍ استثنائيَّة، تعجز عن حل مشكلة إذاعة "شمس أف أم" المُصادَرَة والَّتي تملك فيها الدَّولة 90% من الأسهم؟؟؟ وتكتفي بإدماج الصِّحفيِّين في الإعلام العمومي وهو أضعف الإيمان، وتترك المؤسَّسة لمصيرها المحتوم أمام التَّصفية القضائيَّة، بعد فشل وإفشال مشاريع الإنقاذ..
والحقيقة، تتحمَّل الحكومات المتعاقبة منذ الثَّورة كلُّها وبدون استثناء، وبالأخص حكومات الشَّاهد 1 و2 و3 مسؤوليَّة إفشال مشاريع الإنقاذ باستعمال أساليب قذرة لترهيب المستثمرين الَّذين أرسى عليهم مشروع التَّفويت لغايات انتخابيَّة وأخرى فَسَاديَّة في نفس "جوزافها" و"مُفديه" من "يعاقبتها"..
كما تتحمَّل حكومتا الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة بودن الأولى والحشّاني الثَّانية مسؤوليَّة الحفاظ على التَّعدُّديَّة الإعلاميَّة، وتتحمَّل بالأخص مسؤوليَّة العجز عن تصوُّر حلٍّ يحفظ المؤسَّسة، بل وفسحها المجال لتطاول بعض المتحيِّلين على المؤسَّسة ومحاولة "لَهْفِهَا"، من طرف جهات متحيِّلة معلومة حينا ومن طرف شركة "في طور التَّأسيس" أحيانا أُخرى، لولا فطنة ورفض وتضحيات أبناء وبنات المؤسّسة ودورهم في كشف الخفايا "المخبَّلة" لأجهزة الرَّقابة الماليَّة وللسُّلطة القضايَّة للدَّولة..
وللأسف الشَّديد، فشل ذريع جديد لرئيس ورئاسة الجمهوريَّة في معالجة ملف الشَّركات المصادرة، في تناقض صارخ مع الخطاب الرَّسمي لرئيس الجمهوريَّة..
حيث، تُركت المؤسَّسة تغرق بأكثر من عشرين مليار من الدُّيون، لتواجه مصيرها القضائي المحتوم، وأصبحت لا تُساوي شيئا غير سُمعة أبنائها وبناتها..
ولم تجد الدَّولة من حلٍّ غير العودة إلى ما وراء الوراء وإلى حلول الماضي، أي الإغراق والغلق مع إدماج الصِّحفيِّين بالإعلام العُمومي، تماما كما حصل في حكومات قائد السِّبسي 1 و2 ثمَّ الصِّيد 1 و2 و3 مع المؤسَّسات الإعلاميَّة التَّابعة لحزب التَّجمُّع الدُّستوري الحاكم سابقا المنحل لاحقا..
كلُّ التَّضامن مع أبناء وبنات "شمس أف أم"؛
ودعوة صادقة لرئيس الجمهوريَّة ولحكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة لمعالجة ملف المؤسَّسات المصادرة بعيدا عن الخطاب المؤامراتي والصُّراخ الإعلامي المصحوب بالعُقم الفكري لتصوُّر حلول إنقاذ عقلانيَّة وواقعيَّة وعن إعاقة العجز الإجرائي المزمن عن الفعل والعمل..
كلُّ التَّضامن مُجدَّدًا وأوَّلا وأخيرا مع أبناء وبنات "شمس أف أم"، الَّذين تضامنَّا معهم فرادى وجماعات طيلة أيَّام محنتهم، رغم تسلُّل بعض "كرانكة تزييف الوعي والهذيان" لصفوفهم ثمَّ خذلوهم وحرَّضوا ضدَّهم بمنطق بلطجيَّة الصَّعْلَكَة العَدَمِيَّة "نْحَرِّم وإلَّا نْحَرِّم"؛