بعد مائة عام، لن يبقى في الذاكرة فقط أن الفلسطينيين قاوموا وانتصروا، سيبقى أيضا أنهم قاوموا لوحدهم، وانتصروا لوحدهم.
بعد مائة عام وألف عام، لن يبقى في التاريخ أن الكيان إنهزم، بل أنه انهزم رغم مساندة دول العرب له. بعد ألف عام وألفي عام، سيظل خزي الخذلان ملتصقا بنا، وإلى أن يرث الله الأرض وما عليها.
سيتساءل أحفادنا وأبناؤهم كيف استطاع الفلسطينيون بلا شيء أن يخوضوا حربا ضد إسرائيل ونصف العالم، وكيف لم تقدروا أنتم على إيصال حتى بعض الغذاء والكساء لأطفالهم الذين ماتوا جوعا وبردا عندما لم يموتوا قصفا وقنصا. سيقولون لنا، كيف أنستكم الكرة فلسطين؟ كيف أغلقتم عليم كل المنافذ وكيف فتحتم في الوقت نفسه بلادكم للقوافل تمول عدوهم؟
كيف استطاعوا هم هزم إسرائيل في حرب، ولم تستطيعوا أنتم خرق حظر تظاهر، وكسر حدود سائبة، وإرسال شيء من مالكم المتكدس؟
كيف لم تستطيعوا أي شي وعندكم كل شيء، واستطاعوا هم كل شيء بلا شيء؟ كيف انتصروا على اسرائيل، وكيف انهزمتم مع إسرائيل ؟
سيقولون كل ذلك وسنصمت لأننا سنكون أمواتا، مثلما هو حالنا اليوم تماما !