بالرغم من تصريحات السيسي حول انخفاض عائدات قناة السويس إلى النصف منذ بداية إغلاق اليمنيين لمضيق باب المندب، فإن مصر الرسمية لا تشكو من الوضع.
التدهور في عائدات القناة يأتي في وضع حساس جدا بالنسبة للإقتصاد المصري حيث يعيش الجنيه أسوأ مراحل عمره، وحيث تتصاعد قيمة الدولار بشكل مخيف نظرا لندرته في السوق. هذه العائدات جميعها بالعملة الصعبة، والدولار بالذات. لماذا يعض السيسي على جرحه؟ ولماذا يتجمل بكل هذا الصبر؟
لأن الشكوى ستعني أن الحرب على غزة هي السبب، ولأن ذلك سيشكل ضغطا على إسرائيل، ولأنه بذلك سيبتعد عن الأنقلوسكسونيين الذين يريدون أن يبدو إغلاق البحر الأحمر من الجنوب مجرد قضية ملاحة دولية لا علاقة لها بجرائم الكيان. لذلك فلا رابط رسميا، في نظر الحكومة المصرية، بين إسرائيل وتناقص مداخيلهم.
يركِّع الغرب المصريين بأزمة الدولار، وتحقق مصر الرسمية الظروف لقبول شعبي بأي قرار لترحيل أهل غزة إذا ما استدعت الضرورة ذلك. لمثل هذا جيء به، ولمثل هذا هو باق: تدمير مصر وتجويع المصريين وإخضاعهم لإسرائيل، ومحاصرة غزة وإنهاء قضية فلسطين. هذا، بغض النظر عن كل المبادئ، مناقض للمصلحة المصرية، بل إنه يهددها في العمق ونهائيا.
السيسي ليس الهَوان، بل ثُمالة الهوان.