فرنسا "الأنوار" المنطفئة منذ زمان.. فرنسا المستعمِرة التي يُشرف على داخليّتها وزير غير مسبوق في حقده وتعصّبه وكراهيّته وممارساته المشينة تجاه العرب الفرنسيّين الذين بنوْا على كواهلهم وبسواعدهم هذا البلد منذ عقود مديدة..
فرنسا التي لا وزن لها في أروبّا من حيث الأرقام في التّربية والاقتصاد والسّياسة وغيرها.. فرنسا التي خلّفت لدينا عملاء من بني جلدتنا تغلغلوا في مفاصل الدّولة كالبرد يمعنون في ترسيخ سيادتها علينا وعلى مختلف مناحي حياتنا، ويفتحون لها خزائن المادّيّ والرّمزيّ تنهبها وتعبث بها تحت الشّمس ..
فرنسا التي نرسل لها أوائل مناظرة البكالوريا مرفوقين ب"فنّاني" الخمرة الرّخيصة الممتصّين أطباءَ وزارة الثّقافة حتّى نزّت دمًا وقيْحًا الواقفين أمام كلّ تغيير نحو الأفضل... فرنسا التي يُلخّص واقعَها زواجُ رئيسها الغريبُ بأستاذته "الحسناء" سليلة الأسرة الماسونيّة الفاعلة في سياسة البلد..
فرنسا هذه تطلق أيدي بوليسها ليقتلع خِيام الطّلبة المعتصمين وسط جامعة السّوربون التّاريخيّة وتسحلهم سحلا من أجل عيون الكيان الصّهيونيّ ولوبيّه اليهوديّ المتغلغل في اقتصادها المحرّك لكلّ كبيرة وصغيرة داخلها !
لا تحدّثونا عن بودلير وروسّو وغيرهما من مفكّري النّهضة وفلاسفة الأنوار، فما أنجزوه خرّبه خلفاؤهم حكّام هذا العصرومثقّفوه المنداحون نحو دويلة الكيان المزروعة فيروسًا في شرقنا الأوسط العليل.
فرنسا داهمتها ظُلمة الضّمير والفكرفعشّشت فيها وفرّخت حتّى غدت أسوأ بلدان حِزمتها على جميع الأصعدة.