الكويت واحة ديمقراطيّة خضراء يُراد لها أن تذبل

منذ وعيتُ السّياسة وفهمت ما حولي وجدت الكويت استثناء في الدّيمقراطيّة رغم كونها ملَكيّة لا جمهوريّة ولا جماهيريّة: برلمان عتيد يصدح نوّابه بأصوات حرّة لا يُعيقها شيء سواء تعلّق الأمر بالسّياسة الدّاخليّ أو الخارجيّة، ومواقف دوليّة في مستوى تطلّعات الشّعب الكويتيّ وشعوب المنطقة العربيّة برمّتها إلّا من لا يتماهى مع هذه المواقف المذكورة المشهورة من أفراد هذه الشّعوب الذين تربّوْا على الخضوع والخنوع ومعاداة الشّرف والشًّرفاء، وليسوا قلّة للأسف !

ما فاجأ الكثيرين أنّ أميرَ البلد الجديدَ الشيخ مشعل الصبّاح ذا الخلفيّة العسكريّ/ الأمنيّة لا يهضم الديمقراطية وليس بينه وبين الحياة المدنية ود ّ، فقد كان يشغل منصب رئيس الحرس الوطنيّ !

فمنذ وصوله إلى الإمارة، بعد وفاة الأمير السابق الشيخ نواف الأحمد، وهو يراود الدّيمقراطية في بلاده على حتفها.

حلُّه البرلمانَ والحكومةَ يبدو ،كما يرى كثير من الخبراء والمحلّلين، محاولة 'انقلاب" مردُّها استمرار الضّغط السّعوديّ والمكر الإماراتيّ والكيد الصّهيونييّ تجاه الكويت وحرّيّاتها ومواقفها المناصرة على الدّوام للقضية الفلسطينية.

فهل سيلتحق الكويت بمصافّ الدّول العربيّة الاستبداديّة التي يُرضي استبدادُها الصّهاينةَ وحُماتهم الغربيّين الحالمين بعالم عربيّ حبيس قواه الصّلبة يُقمع لمجرّد التّظاهر من أجل مناصرةِ فلسطين بالقلوب والحناجر وبسبب رفضِ ما يمارسه عليها أبشعُ احتلال عرفه تاريخ البشريّة وجغرافيتها.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات