تاريخ مصر تاريخ مشرق ناصع مكلّل بالنّصر على الجارة الصّهيونيّة.. رفع رؤوسنا عاليا وضخّ فينا شحنات من الإحساس بالانتصار وبالنّجاح في اختراق عدوّ الأمّة الرّابض على أطنان من قوّة السّلاح والمال والاستخبارات الدّقيقة التي لا مثيل لها في العالم. لابدّ أن نعترف بذلك وزيادة حتّى نعطيَ كلّ ذي حقّ حقّه، وحتّى نقول للمحسن أحسنت. وذلك أقلّ الواجب.
كيف لا وقد نجح يحي العلمي مخرجا ومحمود عبد العزيز بطلا في شدّنا إلى عمل دراميّ ملأ فراغنا وسدّ خلّتنا ووفّر لنا التّعويض الفرويديّ النّفسيّ المرغوب ب"رأفت الهجّان" الذي أزعج نومنا بخوفنا عليه لمجرّد خطإ بسيط يرتكبه فيقلب الطّاولة على أمّة بحالها ويُفسد عليها فرصة "الرّمي بإسرائيل في البحر" كما وعد الخليفة العروبيّ ؟!
كيف لا وقد ضخّت مخرجة "الطّريق إلى إيلات" إنعام محمّد علي في النّحيف عزّت العلايلي روحَ "ماڨّايفر" قبل ظهوره، فلم يُغمض لنا جفن حتّى يعود سابحا مسافة طويلة بعد أن فجّر سفينة عملاقة للكيان الصّهيونيّ راسية وسط حراسة مشدّدة وأضواء كاشفة ومناظير ليليّة، خلدنا بعدها إلى فُرشنا وقد مُلئت قلوبنا فخارا وطمأنينة على عودته إلى أسرته سالما غانما معافى وبطلا مصريّا قوميّا لا يقلّ وزنا وإنجازا عن "دايفد شارل سمحون" !
ذكّرتني بهذا كلّه تغريدةٌ تحمل صورة تحاكي وضع مقاومي كتائب القسّام نعالَ أحذيتهم العسكريّة على رقاب جنود العدوّ يوم ملحمة السّابع من أكتوبر مرفقة بعبارة مصريّة اللّهجة: "إحنا دعاة سلام.. أه.. بس إللي عاوز يجرّب يقرب" (عملاق بزيّ الفراعنة يطأ على رقبة جنديّ إسرائيليّ يجثو له خوفا أو اتّفاقا، لست أدري !).
كما ذكّرتني بتلميذة غبيّة أيّام مرحلتي الابتدائية نقلت عن جليسها من أجوبة الامتحان كلّ شيء حتّى اسمَه !
كلّنا أبطال.. كلّنا نستطيع تركيع الصّهاينة، نحن أيضا لنا في صفحات التّاريخ أُكتوبرُنا، فلا يأخذنّكم الغرور والشّعورُ بالنّصر والزّهوُ بعيدا، يا جماعة القسّام !!!