مدّعي محكمة الجنايات الدّوليّة يجمع بين الجلّاد والضّحيّة.

بعد التّهديد الصّريح بالتّصفية له ولأسرته من لدُن دُول بلطجيّة رقصت على القانون الدّولي كما تفعل القرود (أمريكا و"إسرائيل" ومن والاهما) خرج علينا مدّعي محكمة الجنايات الدّوليّة بقرار يجمع بين الجلّاد والضّحيّة.

هذا المدّعي الذي، صرّح بما يلي: "أخبرني "زعيم كبير" أن المحكمة الجنائية الدّولية "تم تأسيسها لإفريقيا وللبلطجيّة مثل بوتين"، وليس للغرب وحلفائه"، اكتفى بزيارة المستوطنات التي اعترف العدوّ بقتل مُحتفليها ليلة السّابع من أكتوبر بنيرانه الصّديقة، وبالتّالي لا صلة لحماس وجناحها العسكريّ بذلك !

هذا المدّعي لم يكلّف نفسه في المقابل دخول غزّة لمعاينة خرابها، ومذابحها، وتجويعها الممنهج، ومقابر شهدائها المدنيّين العزّل أطفالا وشيوخا ونساء، وسيّارات إسعافها الموؤودة بطواقمها تحت ركام من أتربة جرّافات المحتلّ الضّارب عرضَ الحائط بالمواثيق والأخلاقيّات الدّوليّة، ومستشفياتها المحطّمة فوق رؤوس مرضاها وأطبّائها وممرّضيها الذين أخِذ بعضهم إلى مسالخ المعتقلات ومذابحها المنتشرة ناحيةَ عينه العوراء... ثمّ.. وضع ضمن قائمة المطلوبين، إرضاء لأمريكا و"مدلَّعتها" البئيسة، السّنوار والضّيف وهنيّة. فأحدث في نفسي - غفرالله له - شاغلا مؤرِّقا تساءلت معه:


- كيف سيقضي السّنوار والضّيف صيفَ هذه السّنة من دون جُزر المالديف ومياهها الباردة الصّافية ونخلها ذات الأكمام المنحنية على البحر تلثُمه في مشهد طبيعيّ رومنسيّ أخّاذ ؟!

- كيف سيَقبلان بهجْر منتجع شرم الشّيخ الباذخ، وحُورِعِينه الأنيسات المؤنِسات، ومشروباته الرّوحيّة ذات الماركات العالميّة الرّفيعة هذا الصّيف ؟!

- كيف سيجدان في نفسيْهما صبرا عن جُزر كوبا، ولحومها الأنثويّة البرنزيّة، وسيجارها الغليظ الفاخر، وحوّاماتها الماتعة التي تُريك الأرض وما فيها من علُ ؟!

يا هذا، ويا مشغّليك:

أوّلا، الجمعُ بين صاحب الأرض والمغتصِب معرّةٌ في جبين محكمة تحت إمرة الكبار،خَبرناها منذ زمان، فما عدنا ننتظر منها عدلا أوعدالة…

ثانيا، عدم دخولك غزّة للتّحقّق من الجرائم التي لا توقف ولا توصل يكشف أمرين: إمّا رضوخك المفضوح أو خوفك المغطّى. رضوخك جريمة منك في حقّ شعب يُباد منذ منتصف القرن الماضي بشتّى الألوان والأشكال والطّرق والوسائل... وخوفك على سلامتك في حدّ ذاته شهادة لا قوّة بعدها على أنّ الإحتلال الوحشيّ الذي سوّيت بينه وبين أصحاب الأرض الأبرياء المدافعين عن أنفسهم لا خطوطَ حمراءَ له، فقد يُعيدك إلى أهلك رغم موقعك الأمميّ المرموق جثّة هامدة بل ممزّقة !

يا صاحب "الكَسْكتّة" الحقوقيّة العالميّة:

الرّجلان مشروعا شهادة لا تعرف طَعْمها ولا قيمتها أنت ولا موظِّفوك. إنّهما يتحرّكان في غزّة لا يغادرانها. يخطّطان ويدبّران للدّفاع عن أرضهما وعِرضهما وشعبهما، يأكلان ما يُقيم الأوْد ولو من خشاش الأرض، ويعيشان كالثّعابين تحت التّراب وفوقه يضبطان ما به يمرّغان أنف هذا العدوّ المتعجرف في القمامة. إنّهما زاهدان في دنياك زُهدا حيّرالعالم. تركاها وأخوتُهما وزينتَها واتّجهوا إلى حيث "أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ جَنَّٰاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ".. سعرُها ما يدفعونه من صبر واصطبار ومرابَطة وجهاد وكفاح ونضال من أجل غلق قوس مظلمة شعب أسهم في تعميقها البعيدُ والقريب في عالَم لا يعرف العدل والانصاف ما يقرب القرنَ من زمان البشريّة.

قرارُك هذا قد يُربك الصّهاينة أحبّاءَ الحياة، لكنّه لا يؤثّر قيد أُنملة في أهل غزّة التي تنوبنا في البحث عن شرقنا المهدور معشرَ العرب، لذا " بِلّو واشربْ ماه" كما نقول في تونس.. !

ثمّ أيّها "القانونْجي" الهُمام، من أقام دعوى ضدّ قادة حركة المقاومة الإسلاميّة حماس حتّى تتّخذ فيهم هذا الإجراء؟ أوَ هكذا تُساق الإبل يا عارفا بقوانين محكمتك !؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات