زلزال سياسي في فرنسا، بعد الصُّعود الشَّاهق لأقصى اليمين العنصري الشَّعوبي المُعادي لأوروبا وللمهاجرين وللعرب والمسلمين ولفلسطين في الانتخابات الأوروبِّيَّة، وقرار الرَّئيس ماكرون حلِّ البرلمان وإعادة الشَّرعيَّة لصاحب السِّيادة عبر انتخابات تشريعيَّة سابقة لأوانها في ثلاثة أسابيع فقط يوم 30 جوان الجاري في دورها الأوَّل ويم 7 جويلية في دورها الثَّاني.. ونحن لازلنا في "تقعيد العود" الانتخابي.. فماذا عن انتخاباتنا الرِّئاسيَّة في تونس للتَّصدِّي للخطر الدَّاهم الّذي يمثِّله أقصى اليمين الشَّعبوي على بلادنا وعلى قارَّتنا السَّمراء وعلى عروبتنا السَّمحاء وعلى إسلامنا القويم وعُروتنا الوُثقى وعلى إنسانيَّتنا جمعاء؟؟؟
تقدُّم مُخيف لأقصى اليمين العنصري في فرنسا وفي أغلب الدُّول الأوروبِّيَّة في الانتخابات الأوروبِّيَّة اليوم الأحد 9 جوان حيث حصد الحزب "اللُّوباني" الَّتي تتزَّعمه "لوبان البنت" ورئيس قائمته "بارديلَّا" صهر العائلة "اللُّوبانيَّة على المرتبة الأولى بنسبة 31.5% من الأصوات، بينما حصل رديفُه الحزب الزِّيمُّوري" الَّذي يتزعَّمه زعيم كرانكة أقصى اليمين العنصري الصّحفي المتطرِّف "زِيمُّور" وتترأَّسُها "لوبان الحفيدة" على 5.5%، بمجموع يقارب الأربعين بالمائة لأقصى اليمين وحده، دون احتساب تهافت اليمين وجزء من اليسار باتِّجاه مواقف أقصى اليمين..
بالمقابل انقسم اليسار الاشتراكي والدِّيمقراطي والاجتماعي والبيئي الفرنسي والأوروبي حول غزَّة، وتقدَّم بقوائم متناثرة أضعفت من وزنه..
وحصلت قائمة حزب "فرنسا الأبيَّة"، المبدئيَّة والمناهضة لجريمة الإبادة في غزَّة، على 9.5% من الأصوات رغم حملات الشَّيطنة والتَّحريض الَّتي غذَّاها التَّيَّار الصُّهيوني المخترق لكامل الطَّبقة السِّياسيَّة.. وأمَّنت بتألُّق وصول مرشَّحتها الفلسطينيَّة ريما حسن للبرلمان الأوروبي، لتكون صوت الحقّ في برلمان أوروبي قادم تطغى عليه سيطرة غوغاء أقصى اليمين الشَّعبوي العنصري المُعادي للمهاجرين وللعرب والمسلمين ولفلسطين..
أيَّام صعبة تنتظر فرنسا والقارَّة العجوز أوروبا ومُواطنينا المهاجرين والمستقرِّين فيها..
فرنسا وأوروبا الأنوار والحداثة تترك مكانها تدريجيًّا للشَّعبويَّة العنصريَّة وحنينها المَرَضي للمشروع الاستعماري للرَّجل الأبيض وأكذوبة تفوُّقه العرقي والحضاري بلَبُوس عنصري عَدَمي مقيت..