في غمرة انشغالنا بغزّة وبطولات رجالها الاستثنائيّة وإصرارهم على تركيع جيش الكرتون الصّهيونيّ بأرجل حافية لكنْ بقلوب عامرة بالإيمان وصدور مليئة بالقرآن الكريم مضمونا لا شكلا. روحا لا حروفا وكلمات وجُملا، عمقا لا سطحا.. ونحن نلهث وراء شهوة بطْن وفرْج نعيش لهما هدفا أسمى في حياتنا كالعجماوات..
ونحن نؤمّ مساجد بلداننا غير المُضيفة ونحجّ إلى الحرميْن وما طرأ عليها من بِدع بفعل تدابير صليبيّة جديدة الطّرق والوسائل بأجساد جوفاء تصفّر في مُضْغاتها الرّياح ويدوّي في أذهانها الفراغ والتّفريغ.. تُرتكبُ وراء ظهورنا وأقْفيتنا المستغلظة أعمالٌ أشدّ وحشيّة ممّا يأتيه عسكر الكيان اللّقيط في حقّ مدنيّي غزّة يخفّف به حَرّ خسائره في مواجهة المجاهدين الكرام البرَرة، هي أعمال راعي الإبل السّودانيّ "حميدتي" (من أين له بالحمْد وهو الملعون المذموم حيثما ثُقف؟!).
حساسيتي تجاه العسكر يَحكم الشّعوبَ عاليةٌ ولو كان أفراده أنبياء يوحى إليهم ! لذك لم أرتح لحظة لهذا الأرعن الذي دفع به اللّيكود العربيّ بضربة صولجان إلى أعلى القيادة في جيش السّودان المنقلِب بعد أن وفّر له عسكرا داخل العسكر اسمه "الدّعم السّريع" !
ما أحتفظ به مضحكا مبكيا هو اتّهامه للبرهان بداية الصّراع الذي أتى على ما بقيَ من بلد سِوار الذّهب والطّيّب صالح والتّرابي وغيرهم ب"الأخْونة" رصاصةً مصنوعةً في مكاتب دراسات أعداء الأمّة تُطلَق على كلّ من لا يريدونه لتثبيت من يريدونه شريكا مطواعا وفيّا يؤمر فيأتمر ويُدعى إلى التّنفيذ فيُنفَّذ...
دويلةُ الإمارات (ذراعُ الصّهاينة في المنطقةِ العربيّة الموبوءةِ) الصّانعةُ لهذا المجرم السّفّاح المهرِّب تمتصّ حثيثا ثروات شعب السّودان الطّيّب المسالم من ذهب وغيره مقابل إطلاق يد هذا الرّجل الحقير وجَنجويدِه من أبناء وطن ومرتزقة يمارسون حيوانيّتهم المفرطة وساديّتهم التي لا حدّ لها تعذيبا وقتلا واغتصابا لحرائر بلادهم في صُور تُخلع لها القلوب.
باكيًا بدموع تسيل من تحت نظّارتيْه منحدرة إلى وجنتيْه يحدّثنا طبيب سودانيّ عبر وسائل الاتّصال عن عيّنة من هذه الجرائم: أمٌّ تُعدّ الطّعام لهؤلاء الأوغاد القذرين وتصعد به دُرُج بيتها ذي الطّابقين ليتناوله المتداولون على اغتصاب بناتها القاصرات (بين سنّ الثلاثة عشر والتّاسعة عشر) المحتبَسات في الغُرف العلويّة لهذا الغرض الدّنيء الخسيس..!
تصوّروا معي الحالة، فالله لا يُضيع أجر المتصوّرين ! زد على ذلك ما يصلنا من مجازر بالمئات تُنفّذ بدم بارد في حقّ المدنيّين بدعوى موالاتهم للجيش.
رحم الله الشّاعر القائل : " وظلمُ ذوي القربى أشدّ مَضاضةً ..."، ولعَن هذا "الجَمَّال" الوضيع وميليشياته وصنّاعَه في أبي ظبي وغيرها من عواصم البلدان الوالغة في دماء إخوة السّودان العفويّين وأعراضهم لعْنا كبيرا.
ما غادر العسكر ثكناته في بلد من البلدان إلّا وخلّف جروحا في البدن والنّفس والذّهن غائرةً لا تندمل. اقرؤوا التّاريخ.