"الله أكبر".. عبارة أضحت فاضحة لتمزّقنا المريع- معشر العرب والمسلمين- في هذا الزّمن المدلهمّ، تمزّقنا الذي اشتغلت عليه جهات معلومة استغلّتْ جهلَنا وانحطاطَنا وهَوانَنا وسذاجتَنا وسطحيّةَ علاقتنا بقرآننا وعقيدتنا وجفافَ ينابيعنا في علوم الدّنيا والدّين معًا…
"الله أكبر" يرفعها "مسلم" عاليةً مجلجِلةً وهو يُعمل مُدْيتَه في رقبة أخيه المسلم بعد أن أصدرتْ قرار تكفيره محكمةُ جهله المركَّب العميق بأبسط مقوّمات دين عظيم جاء ليحفظ النّفس البشريّة وحقّها في حياة لا ينتزعها إلّا خالق الحياة جلّ في عُلاه (مع استثناء مضبوط بشروط وأحكام لأولي الأمر متى كانوا على شِرعة ومنهاج صميميْن)…
الله أكبر" يردّدها "مسلم" لا يفارق الجماعة لكنّه يغوص في أعراض النّاس، ويأكل مالَ هذا، ويَكيد لذاك، ولا يتحرّى مصادر رزقه ورزق عياله، ويطفّف في الميزان، ولا يعرف السّماحة مشتريا وبائعا، ولا يستنكف من ربًا، ويمتهن الوشاية للحاكم وأعوانه بالمجّان أو لقاءَ دريْهمات حقيرة…
الله أكبر" تردّدها حناجرُ ميليشيات "الدّعم السّريع" في السّودان المكلوم وهي تُحرق منازل مواطنيها الأبرياء بمن فيها وما فيها، وتُخرّق أجساد المساكين برصاص البنادق المهداة من دول شقيقة تشتغل بالوكالة هدفها بثّ الفتنة والفُرقة واستغلال الثّروات…
"الله أكبر" تعلو بها أفواه أتراك يُشعلون نارا في ممتلكات إخوتهم السّوريّين الهاربين من جحيم الحاكم بأمر الله" الأسديّ، وتتردّد سريعا في أثناء اعتراض شاحنات تركيّة للتّنكيل بطواقمها كردّة فعل…
الله أكبر" تتجاوز حدود المنطق وتَصرع تصوّرات العقل البشريّ لتنطلق من بين شفتيْ شابّ "مسلم" يتأبّط مصحفا وهو بزيّ الجيش الصّهيونيّ على جبهة حرب الإبادة الموجّهة إلى إخوة اللّسان والدّين والتّاريخ والجغرافيا يُعمل سلاحه ووحشيّته في أجسادهم فيصادر متوهّمًا "الصّواب" حقّهم في البقاء أو يشوّه أبدانهم فيُشلّ هذا أو يُعيق ذلك…
ما أشدّ خيبنَنا أمّةً جهلتْ فتفرّقتْ وتشظّتْ، وتعدّدت قِبلتُها بسبب تعدُّد قُبلتها !