"سمعتُ كلّ شيء ، سمعتُ صوت الرّصاصة التي قتلتْه، وسمعتُ صراخَه ، قبل أن نَفقد الاتّصالَ نهائيّا..." هذا ما صرّحت به والدةُ الصّهيونيّ الإرهابيّ يائير أفيتان الذي قُتل برصاصة قنّاص فلسطينيّ في حيّ الشّجاعيّة أثناء مكالمة هاتفيّة مع والدته.
سلمتِ الرّصاصةُ، وسلمتْ قبلها وبعدها يدُ القنّاص المقاوم المنافح المكافح الذّائد عن شرف أمّةٍ خذلت نفسها وتاريخها وجغرافيتها وأرضها وعِرضها منذ زمان أمسك فيه زمامَ أمورها حكّامُ الحَرَمْلَكِ• العرْبَجيّ القومَجيّ.
رصاصةٌ استثنائيّةٌ هذه التي أصابت جسدًا عفِنًا لخنزير بشريّ معتدٍ أثيمٍ في غزّة الأبيّة وقلبًا حاقدا في الأرض المغتصبة السّليبة دفعةً واحدة !
إنّه نصرُ الله وتأييدُه وتسديدُه تَسّاقطُ جميعُها جَنيّةً على رجاله الذين صدقوه في غزّة التّقيّة النّّقيّة كما لم يصدُقْه أحدٌ في عصرنا المائع المُميِّع.
لنا أن نتخيّل إحساسَ هذه الأمّ الباغية تتابع ثوانيَ نُفوقِ "فلذة كبِدها" عن بُعد، وتسمع صرختَه البَعيريّة المقعقِعة المجلجِلة ألمًا قبل أن يسقط على ترابٍ طاهر يأبى الدّنَس جثّةً هامدة ليرحل إلى جحيم الله رحيلا لا رجعة بعده.
ما أكثر ما احترقت قلوب الفلسطينيّات بسبب فقْد أبنائهنّ أفرادا وجماعات، أيّتها الأمّ الخسيسة، لكنّهنّ واجهْن الحريق سريعا بمطفأة الإيمان والاسترجاع والاحتساب وحبّ الوطن... فماذا عنك أيّتها السّافلة المعتدية القادمة من بعيد لاغتصاب أرض أضحى فيها ميعادُكم الكاذب جحيما بفضل صلابة هذه الزّمرة الفلسطينيّة الصّغيرة في القطاع القاطِع البتّار؟ بماذا ستطفئين نار قلبك المشتعلة؟ بأدوية المشافي المسكّنة ؟ أم بالصّياح والعويل أمام منزل ناتانياهو الذي تحوّل إلى ثكنة عسكريّة محروسة تصيحون أمامها ثمّ تعودون بلا مطلوبٍ ؟
عظّم الله أجركِ، عفوا آلامَكِ، وسقاكِ ماءً صديدا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض.
إنّ في غزّةَ، أيّتها الأمّ الملتاعة، زاد الله في لوعتك، رجالا أشاوسَ سيُحوّلون جميع بيوتكم إلى مآتمَ تذرفون فيها دمًا بدل الدّموع وتذوقون داخلها من كؤوس العلقم التي أسقيتم بها أبرياء فلسطين الجريحة عقودا من زمن البطش والاعتداء وانتفاخ القطط محاكاةً لصولة الأسود.
• ارتبط مفهوم الحرملك بالدّولة العثمانيّة للدّلالة على الجناح الضّخم الملحق بقصر السّلطان والذي يضمّ والدته وزوجاته وجواريَه، وأبناءه.