يُنسب إلى نجيب صاحب القصّة الواقعيّة التي جسّدها فلم "حياة الماعز" الذي أزعج ثُمالة آل سعود ومَن والاهم من شعب الرّقص على دُفّهم خوفا أو طمعا بالغَ الإزعاج تصريح يقول نَصّه: "وصلتني دعوة من السّفارة السّعوديّة في الهند ورفضت الدّعوة لعدم توضيحهم سبب دعوتهم لي".
يا رجل، حتّى وإن وضّحوا لك سبب الدّعوة فلا تقبلْها. إن عدت إلى هناك ستُوضع بين أمريْن لا ثانيَ لهما: إمّا أن تجبَر على تكذيب القصّة لمحاولة امتصاص آثار الشّريط المزلزِة لمَرقص محمّد بن سلمان الابن الذي حوّل قِبْلة المسلمين إلى ماخور علَنيّ لم يترك صيغةً من صيغ الفساد والإفساد إلّا ووشّحه بها وِفق تعليمات ماسونيّة غربيّة وصهيونيّة هادفة إلي ضرب مقدّسات أمّة سائرة إلى القاع بسرعة جنونيّة، وإمّا أن تُحوَّل إلى عَنز يأكل النّاس لحمَها في عرس ابنة أخرى من بنات صديق الكفيل الذي وفّر لك بغيابه من أجل أداء الواجب الاجتماعيّ فرصةَ الهروب من مقبرة رهنتَ لأجلها منزل الأسرة في هِندك الذّاهبِ عميقًا نحو طَبقيّة مَقيتة وإطلاقٍ مزرٍ لأيدي الشُّرَط يجلدون في مشهد بدائيّ مواطنيهم في الشّوارع بعِصيّ الخيزران، والمتّجه بكلّ قواه إلى الانخراط المحموم في مناصرة قوى الشّرّ والتّقتيل والقمع والاحتلال في عالم أخذت أقوياء العزّةُ بالإثم.
فحتّى المنشارُ المقطِّع لحمَ عدنان خاشقجي رحمه الله لن تنعم به ليظلّ احمد نيئًا، وستبيعك حكومتك كما باعت تركيا الصّحفيَّ المقيمَ على أرضها في صفقة سياسيّة لن تكون إلّا قذِرةً قذارةَ أكذوبةِ "للسّياسة أحكامُها"، وستتشمّم الدّوابُّ التي فارقْتها مُوجَعَ القلب باكيًا لعِشرةٍ وألفةٍ فُقِدتا في عالم البشَر عظامَك المنثورة فتبكيك إبلُها بالدّموع ويبكيك الماعز والظّأن بالصّياح والثّغاء في صحراء تُمشّطُها قوّاتُ الغلام الصّاعد بأنجس التّدابير إلى سلطة القرار فلا تُبقي فيها لا النُّخيْلاتِ المبشِّرةَ بالحياة ولا بقعةَ الماء المجهريّةَ اليتيمةَ ولا حتّى قارورةَ البلاستيك الصّغيرةَ التي دحرجتها الرّياح العاصفةُ إلى قدميْ مُرشدك الأفريقيّ أو غلافَ البسكويت المنذِرَ بوجود آدميّين إن استطاعت مياه نهر الغانج التي قد يكون علِق شيءٌ من بقاياها في عظامك المنهوشة بقواضم أقوام لاحِمين يعيشون للبطون والفروج أن تُحييَها على مذهب هندوس بلدك الذين يشربون بوْل الأبقار ويأكلون روْثها تبرّكًا وتيمّنًا.
لقد غادرتَ بلدا عجيبا وأَد منجزات المهاتْما غاندي الإنسانيّةَ التّاريخيّة إلى بلد أشدّ عجَبا.
لا تعدْ إليه وعِش ما استطعت من إسلامِك وارْضَ بوضعك الاجتماعيّ في موطنك بين أهلك وذويك وسط الطّبيعة الغنّاء التي أتانا بها المخرج ليُلهِب إحساسَنا المقارِنَ بالشّفقة عليك، وانعمْ بلحظات رومنسيّتك في المياه الجارية وسط الخُضرة إن تركتْ التّجربةُ المريرة التي عشتَها في بلدِ الملك التّقيّ النّقيّ الوفيّ لقضايا أمّته فيصل بن عبد العزيز- طيّب الله ثراه- المتنكَّرِ بوقاحةٍ مدوِّية لماضيه ونواميسه الاجتماعيّة والأخلاقيّة لك شيئا من هذه الرّومنسيّة التي زادت من معاناتك في مَنفاك الصّحراويّ المحطِّم لأبسط المشاعر البشريّة الإيجابيّة على أرض قال فيها الخليفةُ العادل عبارتَه العابرةَ للزّمان والمكان:" متى استعبدتم النّاسَ وقد ولدتهم أمّهاتُهم أحرارًا؟".