رحم الله شيخ الإسلام ابن تيميّة إذ قال: " إذا رأيتموني في صفوفِ التَّتارِ وعلى رأسي مصحفٌ فاقْتُلوني". هل يتكرّر المشهد المروِّع على امتداد تاريخنا المرّةَ بعد المرّةَ ؟ أم هو مشهد متّصل بهذا العصر العجيب فهو استثناءٌ غير مسبوق؟
ما المشهد المقصود ؟ إنّه ذلك الذي في الصّورة أعلاه: سجّادةٌ مبسوطة لأداء الصّلاة يقف راكعا وراءها بقليل رجل "مُسلم" (لماذا ليس على بدايتها؟ ربّما قرأ حسابا لطول قامته الذي بسببه قد يجد في السّجود جبهتَه "الطّاهرة" على أرض داستها حوافرُه وحوافرُ "إخوته" في "الجهاد المقدّس" !)
مسلمٌ "صميم" يرتدي زيّا عسكريّا صهيونيّا ويضع على قَوْقعتِه الشّاغرةِ الجوفاء طاقيةً بيضاءَ بياضَ قلبِه الخاوي ونيّتِه المنحرِفة واحتسابِه الخطإ في معركة "الشّرف الرّفيع" الذي لا يَسلم من الأذى حتّى يُراقَ على جوانبه الدّمُ كما قال الشّاعرُ العربيُّ الفصيحُ ! وخلْفَه غرفةُ إقامته وحراسته تُرفرف فوقها رايةُ " الحقّ والأرض والعِرض" اليهوديّة الصّهيونيّة "الإسرائيليّة" "الحبيبة" ! وإلى يساره سلاحُه الأمريكيّ المتطوّر الذي لا شكّ أنّه أزهق به أرواح مئات الأبرياء الفلسطينيّين المسلمين الذي يقيمون الصّلاة حقَّ إقامتها ويؤتون الزّكاة حقّ إيتائها وينصرون الله حقّ نصره…
تقبّل الله صلاتك "خَبِيبِي" بوافر الأجر والثّواب أنت وكلّ متصهين في هذا البلد العربيّ أو ذاك يدعم تَتَار العصر باليد والقلب واللّسان وما كنَز من الذّهب والفضّة إماما ومأموما وحاكما ومحكوما وظالما ومظلوما وداعما ومدعوما... وأجار الله دينَنا مِنّا معشر المُتأسلمين.
وسدّد خطى أهل غزّة ومَن وَالاهُم من شرفاء أبناء شعبهم في عموم فلسطين المنكوبة منذ ثمانية وأربعين في طريقهم إلى التّحرّر والتّحرير... وأحيا فيهم وبهم وصيّةَ ابن تيميّة لنستريح من إسلامٍ كاريكاتوريٍّ ومسلمين مضحِكين حدَّ البكاء.