لم أعرف معنى المواطنة و الإنتخاب الحر قبل 2011. و شاركت لأول مرة في إنتخابات 2011 ثم 2014 و 2019.
كان في كل مرة ما يحملني شعور الأمل : أمل أن تتحسن تونس و أن تأخذ طريقا آخر و أن نستطيع تلافي كل المشاكل و العقبات .. كان الأمل هو الشعور الغالب عندي و عند كل من ألتقيت معه مهما كان إختلافنا في القراءة و التقييم. كان الأمل هو نفسه.
اليوم، كانت خطواتي ثقيلة، لم يكن الأمل هو الذي يحملني، كان شعور بأن صوتي لن يغير من واقع الأمر شيئا مع الأسف، و مازاد في قناعتي هو غياب كل مظاهر الحملة الإنتخابية، غياب المراقبين و الملاحظين، حظور محتشم و غياب للشباب في مركز الإنتخاب.
تذكرت مناخات الإنتخابات السابقة و لم أجد ما أستطيع مقارنته مع هذه الرئاسيات .. و التي لا تقارن الا بالرجوع إلى الوراء، وراء بعيد خلنا و أننا تركناه من غير رجعة مع الأسف.
ما حملني اليوم هو شعور غضب شديد ضد الظلم و الإعتباطية و ضد ما نراه من عبودية طوعية إستولت على عقول و نفوس شرائح عديدة لم تعد تهتم بالحقيقة أو تبحث عنها، و غضب أشد ضد نخب هذه البلاد التي لم تغير من سلوكها أو عقلها العقيم.
أرى هذا الحبر الأزرق في إصبعي و أريد إزالته لأنسى هذه العملية و لأنسى مشاركتي في مسرحية فرض علي أن أشارك فيها من أجل صرخة ضد الظلم و الإستبداد. الحبر الازرق على إصبعي ليس كزرقة السماء الصافية و لكنه زرقة أعماق البحر المظلمة السوداء .. زرقة الظلم الذي يطال البلاد و العباد.
و مع هذا لا بد أن نستمر !!! و لا بد أن نلتقي جميعا بوعي جديد...
و للحديث بقية.