يا إلهي.. كم كنت جميلا...!

أعيد مشاهدة فيديو الإطلالة الأخيرة لحبيبنا المغادر مرات ومرات. وفي كل مرة يرتجف قلبي لتفصيل جديد. لوحة عظيمة من الصعب أن تخطر على خيال فنان سريالي.

حرص على إحكام لثامه بدقّة، فلم تبدُ من وجهه. أدنى علامة تشير إلى أنه هو. سقطت المباني حوله ولم يسقط لثامه من شدة حرصه أن لا يتعرّف إليه العدوّ الذي أرسل الدرون ليتحقق من شخصية هذا المقاتل الوحيد.

كان يعرف أنه المطلوب رقم واحد في كل الأرض من كل أنظمة الاستكبار العالمي. وأنه من دون كل إخوانه مطلوب حيّا. فقرّر أن لا يُسعِد العدو المجرم بالوصول إليه حيا.. ونجح.

كان جسده مثخنا ومدمى. وكل جسد سوى جسده كان سيتلوّى ويصرخ من الألم. لكن جسده لم يفعل. جمع كل ألمه وكتمه داخله. فقد كان ينظر إلى الطائرة حوله ويرفض أن تصدر منه حركة فزع واحدة، وهو من هو! هو الذي أفزع كل قطعان الكيان يوم السابع كما لم يفزعوا في كل تاريخ كيانهم المسخ.

ظل هادئا ثابتا مطمئنا راضيا وعاليا مواجها طائرة التصوير،

وبحركة من يده السليمة المباركة رمى في وجهها عصا. كان يمكن للعدو الجبان أن يفهم أن الملثم الذي أمامه استنفد كل ذخيرته، وأن العصا هي آخر أسلحته، وأن حركة استدراج كهذه لا يأتيها إلا هو. هو الذي قرأ عقل الكيان المجرم من الداخل على امتداد 23 عاما في سجونه. لكن العدو جبان فعلا، ففعل ما كان يطلبه يحي العظيم.

لوّح له بعصاه أن تعال وانهِ هذا الفصل الملحمي من سيرةٍ ستمتدّ بعدي... ففعل.

يا إلهي يا يحي.. كل حركة أتيتها في إطلالتك الأخيرة ستبقى درسا كاملا لمن سيستأنفون حتما ملحمة السابع…

كم نحبك.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات