لم يفهم زعماء الغرب السياسي اليوم أنهم سبب و واجهة للإفلاس السياسي و الحضاري و الأخلاقي و الديمقراطي الذي يعيشه الغرب اليوم.
و لن نكون مخطئين إن قلنا أن هذا الغرب الذي رجع إلى مرجعياته الإستعمارية و العنصرية هو يؤسس إلى مرحلة هوانه و سقوطه الحضاري متناسيا مآسي الحروب العالمية الأولى و الثانية و متغافلا على سياسات الحرية الإنسانية و حق الشعوب في تقرير مصيرها و الحد من التفاوت في كل المجتمعات و ضرورة العمل مع المجموعة البشرية و تطوير الحكومة الدولية و مؤسساتها.
مجموعة البريكس ما كانت لتوجد و تتوحد لولا عنجهية الولايات المتحدة و أوروبا في إعتبار أن العالم يتغير و رفضهم تغيير حوكمة المؤسسات المالية المنبثقة عن إتفاقات ما بعد الحرب. و ها أننا سنعيش فترة صعبة جدا مع تعايش منظومة دول متهاوية حضاريا و إقتصاديا حتى و إن كانت لا تزال متمسكة بعناصر التجديد و الإبتكار (إلى حين) مع منظومة صاعدة تمتلك عناصر نمو سريعة و إمتلاك قدرات مالية كبيرة وحدها مع إختلافها و رغبتها في أخذ المكانة التي تراها إستحقاقا لوزنها السياسي و الإقتصادي اليوم. حقبة مؤذنة بعم إستقرار زاده تأزما غياب زعماء لهم من الحضور و الإشعاع و بعد النظر ما يؤهلهم لقيادة المرحلة.
ما يجري اليوم في فلسطين و لبنان و الشرق الأوسط مؤذن بهذا الفراغ الحضاري للغرب المتهاوي. و لكنه لا يزال لم يؤذن بإنبعاث توازن عالمي جديد، و ذلك لأن هذا العالم الجديد لم يبن مقاربته حول قيم إنسانية و حضارية بشرية متأقلمة مع الواقع و لكن بناها حول مقاربة مالية (تعويض الدولار) و إقتصادية لم نر إلى اليوم مدى نجاعة تصوراتها في نحت عالم جديد يقفز بالبشرية إلى وعي عالمي أكثر تطورا.