هل طوى التاريخ نهائيا صفحة اتحاد الشغل؟؟؟

مؤسف ومحزن ومحبط ما آل إليه وضع منظمة نقابية في حجم وقيمة وتاريخ ووزن اتحاد الشغل. طبعا أتمنى أن يتجاوز الناس سطحية الفكرة الشعبوية البائسة التي تُحمّل الاتحاد وحده مسؤولية ضياع الثورة والانقلاب. تلك الفكرة هي المقابل الموضوعي للفكرة الشعبوية الأخرى التي برّرت للانقلاب بشيطنة الديمقراطية الليبرالية والأحزاب "بوه على خوه".

يوم نتجاوز هذه الأحكام الإطلاقية الشعبوية، قد نحظى بفرصة فهم موضوعي لهذا المآل المأساوي لمنظمة نقابية مثّلت عبر تاريخها، ورغم كل الفساد الذي نخرها مثل بقية مكونات المجتمع، الحصن الوحيد للمجتمع في مواجهة دولة الفرد المنحرف والحزب الواحد الفاسد والمافيات العائلية.

من حقنا كمجتمع على ما تبقّى من القيادة الحالية للاتحاد أن يدعوا إلى "مؤتمر اعتراف وإنقاذ" يقدّمون فيه للمجتمع ولقواعدهم المخذولة والمتروكة في العراء "mea culpa" تفصيلي لكل الأخطاء التي أوصلت منظمة في قيمة الاتحاد إلى هذا الوضع المزري من التحلل الصامت والذليل.

لا شيء يحدث صدفة. والاتحاد الآن ضحية جرائم فظيعة ارتكبتها جماعات سياسية تداولت على قيادته وأرست تقاليد فساد نقابي نخرت جسد الاتحاد تدريجيا وانتهت به إلى هذا العجز المخزي في مواجهة نظام يبدو أنه يتلذذ بترك الاتحاد في وضع "احتضار دائم"، أي "لا حيّ لا ميت".

يا قيادة الاتحاد، إن منظمة منحازة بحكم النشأة والهوية للفقراء والعمال البسطاء والحالمين بالعدالة الاجتماعية في مواجهة لوبيات المال المتحكمين في القرار السياسي من حقها عليكم أن تختموا وجودكم فيها بحركة شجاعة تليق بها.

حتى النهايات نستطيع أن نجعلها أجمل!

طبعا الأرجح أنني أحلم. تبا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات