بهذه المفاتيح أفهم الوضع في سوريا..، وفي تونس، وفي كل مجتمعات العرب.

الآن في سوريا، وعلى كل جغرافيا العرب، تتكثّف كل حروب الاستعمار والتخلف والتحرر. حروب يبدو أنها تحولت إلى "مأساة مفتوحة" جعلت من مجتمعات العرب حالة "تراجيديا تاريخية نموذجية" لا مثيل لها في الزمن الحاضر.

مجتمعاتنا اجتمعت عليها أربعة أوبئة تاريخية:

1- الاستعمار الأجنبي بمختلف محاوره. وهو في الحالة السورية استعمار عسكري مباشر.. أمريكي وصهيوني وروسي وإيراني وتركي. وفي كل الدول العربية "استعمار شامل" يصادر القرار السياسي بآليات مختلفة تراوح بين الهيمنة الاقتصادية المطلقة عبر الشركات العملاقة العابرة للحدود والهيمنة السياسية عبر أنظمة منصّبة بالكامل أو عبر اختراق مخابراتي للقرار السياسي. هكذا يرتبط الاستعمار، الوباء التاريخي الأكبر الذي ينخر وجودنا التاريخي، بالوباء الثاني، أي الاستبداد السياسي.

2- استبداد داخلي متعدد الصيغ: عسكري خالص، أو"مدني"بوليسي، أو انقلابي/عسكري مموَّه، أو حكم فردي و/أو عائلي أو نظام حزب واحد/تنظيم مافيوزي. استبداد يصنعه الاستعمار كليا أو يسنده ويبتزه ويستبدله كلما اكتملت دورة حياته الافتراضية.

3- متلازمة الاستعمار والاستبداد تتغذّى من وتغذّي الوباء العربي الثالث وهو حالة التخلف المجتمعي الذي يخترق كل مجتمعاتنا منذ قرون. تخلف صار حالة بنيوية راسخة من تمظهراته الطائفية البدائية العنيفة، والأمية المعممة والعميقة والمتزايدة مع الزمن وفي صفوف أجيال الشباب.. عكس منطق الأشياء.

4- هذه الأوبئة الثلاثة خلقت حالة عربية مستعصية. حتى أنها تسللت كلها إلى كل قوى "التغيير" أو مشاريع البدائل السياسية لتجعل منها هي أيضا "حالة وبائية" تعيد إنتاج كل شروط استمرار الأوبئة الأخرى، رغم أنها نشأت لتكون بديلا عن الاستعمار والاستبداد والتخلف المجتمعي.

بهذه المفاتيح أفهم الوضع في سوريا..، وفي تونس، وفي كل مجتمعات العرب. وعلى ضوئها أنظر إلى فرص النهوض/النجاة الممكنة أمامنا كعرب.. لأقول:

تبا.

يا سي طز حكمة التونسي..

مانيش فاهم علاش أنت سي التونسي متاع وذني، ومهما كانت هويتك السياسية اللي سجنت روحك فيها عمرك الكل منذ بدأت فكّ الحروف وقرأت أول جريدة في حياتك.. علاش مصرّ باش توهم روحك اللي أنت فطحول متاع سياسة وعندك الحق باش تقرّر في بقعة السوريين؟؟؟

اللي شادّ الصحيح أنو السوريين ما فيهمش معارضة وطنية وأنو كل من يحمل السلاح ضد المجرم بشار ما ينجم يكون كان عميل ومرتزق وخاين وإرهابي.. فهو أحمق.

واللي ماشي في بالو أنو العملية المسلحة الدائرة حاليا في سوريا كلها عمل ثوري وطني بجهود سورية خالصة فهو أحمق.

واللي يطالب شعب سوري منكوب ومرعوب ومشرّد في شتات الداخل والخارج ويائس من زوال نظام مخابراتي دموي جثم على صدور الناس عقودا بالقتل والسجون والتعذيب باش ينتج معارضة سويّة وموحّدة وجاهزة لإقامة دولة قانون وديمقراطية مثالية مباشرة بعد زوال كابوس البعث.. فهو أحمق.

واللي يتصوّر أن ما يجري في سوريا الآن هو استئناف للثورة السورية العظيمة التي انطلقت في 2011.. فهو أحمق.

فما بالك بمن يراه استئنافا لانتفاضة مدينة حماة سنة 1982!!

يا سي طز حكمة التونسي.. علاش ما تتواضعش لجهلك وتعترف أنك كعبة لا في الحديقة وما جاورها..،وتسيّب عليك من تقديم الدروس للشعوب الأخرى...

وتتلهى شوية في المسخرة متاعك!

تبا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات