وصايا الي الاجيال القادمة

سبقتكم اجيال جاهلة وفاشلة، ادعت انها ستوحد العرب وتُحرر فلسطين، فلم تفعل غير مزيد تقسيم العرب ومزيد تمدد "اسرائيل" في الارض العربية، لم تكن هذه الاجيال، كل من موقعه وكل حسب جهده، غير ادوات بيد الانظمة و"اسرائيل" .

ايها الناس، توالت الهزائم وسقطت العواصم وتكاثرت السجون وانتشر التعذيب والفقر، وتراكمت النقمة والحقد، وكتب كل ذي علم بانه ستقع ثورات تعم المنطقة كردة فعل على الفشل والهزائم، ونظرا لتتالي الاجيال وافتقاد الانظمة لاية شرعية. حدثت هذه الثورات بداية من 2011، فناصبها العداء كل "الثوار" و كل "الاحرار" وتحالفوا مع الانظمة التي ادعت انها وطنية تريد تحرير فلسطين لذلك تتعرض لمؤامرة من قوى رجعية. تحالف القومي التقدمي واليساري الوطني الديمقراطي مع انظمة النفط ومع الجيوش المطبعة ضد الثورات وسموها " ربيعا عبريا"و رفعوا جميعا شعار التحرير وفلسطين .

ايها الناس، لان التاريخ اصبح متسارعا فلم يعد يعط فرصة للأكاذيب لتعمَر طويلا: بعد سنوات حدث "طوفان الاقصى" وتحولت غزة الي كربلاء: خنقها "خير اجناد الارض" وقطع عنها الماء والغذاء والهواء، بينما تحولت الموانئ المصرية الي شريان حياة بالنسبة الي "اسرائيل". سنة ونصف وجثث الفلسطينيين تنهشها الكلاب دون ان تقوم "الدولة الوطنية" العربية باي شيء، تلك الدويلة التي ادعت ان الثورات كانت مؤامرة عبرية ضدها اصبحت تطالب سرا بسحق الفلسطينيين، وتمد العدو بالذخيرة والمواد الغذائية وتضغط على جنوب افريقيا قد تسحب دعواها ضد "اسرائيل".

ايها الناس، لا يمكن ان لا يفجر ما تراكم من حقد لدى الشباب الذي يرى الابادة الان ثورة اخرى على هذه الانظمة، فان حدثت فاني اوصيكم بما يلي:

لا ترحموهم ابدا ابدا، ولا تتوقفوا ولا تهدئوا حتى تتأكدوا من انهم لن يكونوا قادرين على التآمر عليكم لاحقا. سينتشر حرق المنازل والكنائس والاضرحة، ويقع الاعتداء على الاقليات فاعلموا ان ذلك كله من تدبيرهم حتى يُرهبوكم فلا تتوقفوا ابدا .

سيتعلقون بأستار الكعبة من جديد ويرفعون شعارات فلسطين والمقاومة ويتهمونكم بالخيانة والمؤامرة وخدمة الاعداء، فاعلموا: ليس هناك اعداء غيرهم، وطريق فلسطين يمر اولا عبر التخلص منهم، وليس هناك من يتأمر غيرهم، واذا نشر في السنوات القادمة مسؤولون غربيون مذكراتهم عن طوفان الاقصى فاحرصوا على ترجمتها وقراءتها فستجدون خياناتهم . سينتشر الارهاب من جديد وتحدث اغتيالات فاعلموا ان ذلك من صنيعهم لإخافتكم، فلا ترحموهم ابدا. ستظهر من جديد حركات سلفية جهادية فاعلموا انها من تنظيم اجهزتهم وقياداتها هي قيادات امنية، وتذكروا انها لم تظهر ولم تجاهد طيلة عام ونصف حين كان الفلسطيني تأكله الكلاب.

ايها الناس، ستجدون كل شيئ موثقا في الوسائط الاجتماعية وستعلمون من وقف ضد الثورات وضد تحرير ارادة الناس خلال ثورات 2011، ستعلمون من ساند الثورات المضادة ومن ساند الانقلابات فقوموا بما فاتنا وعجزنا على القيام به، ولا تصدقوهم ابدا اذا مارسوا "التكويع" ، انهم اكذب خلق الله، سيرفعون مصاحف الحرية والديمقراطية وحقوق الاقليات والحيوانات والتناصف والمساواة في الارث، ثم يُطابونكم بحل كل المشاكل التي تراكمت لقرون في يوم واحد ثم يتهمونكم بالفشل ويعملون على حدوث انقلابات ويطالبون ب"البطل" المنقذ/المستبد/ القائد/الوطني، ثم يقولون ماذا نفعل بالديمقراطية؟

ايها الناس، لابد ان تؤدي مذبحة الفلسطيني الي ثورات، عاجلا ام أجلا ، فاقرؤوا جيدا ما حصل لنا، حتى تُعفوا انفسكم من اخطائنا وخطايانا وغباءنا وتسامحنا وغفلتنا. ليس هناك انصاف ثورات، وعليكم قبر النظام القديم نهائيا حتى تستطيعوا بعدها تحرير الانسان و تأسيس الحرية والديمقراطية، وحينها فقط تستطيعون مواجهة العدو الصهيوني والانتصار عليه.

ايتها الاجيال القادمة: اذا جاءكم كلب لم يمت بعد واصبح يوسوس في صدوركم بان هذا تقدمي والاخر رجعي وهذا وطني والاخر خائن فالطموه واعلموا ان التحديات كبيرة والاعداء كثيرون وانه لن يستطيع فصيل واحد منكم ان يقوم بشيء منفردا، وان التحرر والبناء معركة الجميع وانه لابد لكم من كتلة تاريخية توظف جميع القوى في معركة البناء والنهوض. ان الصراع والاحتراب هو اسرع الوصفات للفشل ولن يخدم غير الانظمة والصهيونية.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات