لي أمنيتان.. واحدة تخص سوريا، وثانية تخص تونس:

أتمنى أن لا ينشغل السوريون في هذه المرحلة بأي حديث من أي نوع عن "انتخابات ومنافسة ديمقراطية".. وكل ما يتصل بذلك من قانون انتخابي وأحزاب سياسية ومرشحين وتنافس ديمقراطي.. باسم خرافة/مسخرة "تشريك الشعب" في اختيار ممثليه في مؤسسات الدولة الجديدة.

الانتخابات "الحرة" في سياق انتقال من خراب تاريخي مجتمعي شامل خلّفته دكتاتورية متوحشة دامت خمسة عقود نحو مجتمع السياسة/أي العقل.. هي ببساطة انتحار جماعي.

الانتخاب هو عنوان مواطنة واعية وناضجة ومسؤولة. في حين أن الإنسان السوري (والعربي عموما) الآن هو حطام إنسان. والمراهنة على "صوته الانتخابي" لبناء نموذج مجتمعي جديد معافى من آثار الجحيم الأسدي.. ليس إلا ظلما له.

سوريا الآن ساحة مفتوحة لاستراتيجيات عالمية كثيفة ومتشابكة وخطيرة لا يمكن أن تُواجَه ب"ناخب" خارج لتوّه من تحت أنقاض التاريخ ليجد نفسه مكلفا بصناعة مستقبل دولة ومجتمع.. باسم الديمقراطية.

مراحل الانتقال والتأسيس هي مراحل خطيرة لا تتحمل"الشعبنة".

ما هو البديل عن الانتخابات إذن؟

"العقل" الذي صنع "عصبية" (خلدونية) أسقطت نظاما في شراسة نظام الأسد وتوحشه، واستطاع صناعة مقاتل صلب وشجاع وصاحب إرادة وتصميم، هو المطالب بمواصلة الدفاع عن حرية السوريين خلال المرحلة القادمة.

أقول جيدا الدفاع عن حرية السوريين.

والحرية لا يبنيها صوت انتخابي هش وأحمق ومخترَق يمكن توجيهه والتلاعب به. الحرية تحميها دولة وطنية تعامل كل مواطنيها على أنهم مواطن واحد.. وجودها من وجوده.

أمنية تونس.. مضطرّ لتأجيلها…

تبا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات