المُشعوذة المصرية ليلى عبد اللطيف، لسان الغرف الخفية الخلفية المظلمة، تتنبَّأ في /برنامج "الحكاية" للصُّحفي عمرو ديب على قناة "أم بي سي مصر" بحدث جلل لتونس في سنة 25 وبانهيار مسار 25، وبمغادرة الرئيس المباشر قيس سعيِّد السُّلطة على وقع احتجاجات شعبيَّة عارمة، وبتولِّي رئيس الحكومة مؤقتا مقاليد السُّلطة، وبقدوم منقذ لتونس من النِّظام السَّابق يحلِّق بها إلى علوّ تنموي شاهق يحملها إلى مصاف دبي، متمسِّكة بتنبُّؤاتها السَّابقة، على شكل "الحدُّوتة المصريَّة".. مضيفة تنبّؤها بحدوث "هزَّة" مناخيَّة تكون لها عواقب كارثية على مناطق عديدة في البلاد.. المُشعوذة عبد اللَّطيف تتحدَّث عن "إلهام"، قرأته من قصاصات ورقية أعدَّتها لها جهة ما.. وتمَّ إخراج المشهد بحبكة خبيثة بين المُشعوذة عبد اللطيف وأسئلة وتعليقات وتوجيهات الصحفي ديب..
الغريب أنَّ هذا "الإلهام" نزل على المشعوذة بعد أيَّام فقط من زيارة وزير الخارجية النفطي بدعوة من نظيره المصري عبد العاطي للحصول على دعم تونس في مساندة المرشح المصري لليونسكو والمرشحة المصرية لمنصب نائبة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي ضد المرشحة الجزائرية، في حين أن الأخيرة هي الأكفأ من بين المترشحات الأربعة (الجزائرية ، المغربية، الليبية، المصرية)، والأكثر خبرة وتجربة دبلوماسية في العلاقات الثنائية الإفريقية ومتعددة الأطراف الإفريقية والأممية، وفي المعرفة بآليات العمل الإفريقي المشترك، والأبعد عن التطبيع مع الكيان الغاصب المحتل، والأقدر على مواجهة أية ضغوطات لإعادة دولة الاحتلال في مقعد الملاحظ لدى اتحادنا، والأقرب في كل الحالات وعلى مل الأوجه لتونس..
وتزامُن الزيارة الوزارية مع فرار "السفير المُزرطي" بن يوسف الغريب والمُريب من "ساحة الوغى الدبلوماسي" من موقعه على رأس سفارتنا بالقاهرة وبعثتنا الدائمة لدى المنتظم العربي، واختيار توقيت الإجازة في تونس، وترك رئيسه المباشر وحيدا بدون إنارته وتنبيهه، في عمليَّة جبانة أقرب لاستدراج وزيره لكمين "المحرقة" في القاهرة "لغاية في نفس يعقوب"..
وما تلا ذلك من تساؤلاتنا المشروعة في الآن والإبَّان حول الزيارة وتبعاتها، والورطة التي قد تتسبب فيها مع الشقيقتان الجزائر ومصر.. والأزمة التي تسبب فيها البيان المصري الذي أوحى بقبول الطلب المصري بالمساندة ضد الترشح الجزائري.. وتعديل الأوتار بعد 24 ساعة، وبعد نشرنا مقالة توضيحية في الغرض، في البلاغ التونسي الذي لم يشر أصلا للترشيحات وأعاد الأمور إلى نصابها الطبيعي بمساندة المرشحة الجزائرية لتجديد دماء مؤسساتنا القارية الإفريقية..
والمريب أن هذا "الإلهام" للمشعوذة في حضرة الصحفي عمرو ديب جاء في وقت يعدِّد فيه "السَّفير المُزرتي" بن يوسف التصريحات الإعلامية وأنشطة العلاقات العامَّة مع "صُنَّاع الرَّأي" و"صُنَّاع المُحتوى" في القاهرة وبتزلُّف مبالغ فيه ومُهين، على حساب وظائفه السيادية السامية الأساسية، ودون تأثير ملموس على ما يبدو على "الأعراف" المتحكِّمين في ما يقوله "الصُّنَّاع"..
أما الشَّأن التونسي فهو شأن تونسي داخلي خالص، لا دخل فيه للمشعوذين والمشعوذات و"إلهام" مستكتبي الغرف الخفية الخلفية المظلمة الداخلية منها والخارجية.. ننصح ونحتجُّ على سلطات بلادنا، ونعارض الانحرافات والأخطاء، ونتصدى للفساد والمفسدين وبالأخص المرتدين منهم جُبَّة الواعظين، ونطالب بالإصلاحات، ونتقدَّم بالمقترحات، ونسعى لكف يد الظلم وإيقاف المظالم والانتهاكات وإعادة الحقوق لأصحابهاـ ونساهم في بناء الوعي وفي مكافحة نظام التَّفاهة و"الصُّنَّاع" لديه من كرانكة السفسطة والهذيان، ونبثُّ المحبَّة والدَّعوة للوئام الوطني والبرّ المدني بدل منظري ومحترفي الفوضى والتوحش الباخونيني من أرذل فلول أقصى اليمين الماركسي الستاليني المتطرف الذي تسلل للغرف الخفية المظلم للحكم لتقويض أركان الدولة، ونعمل على تعزيز الجبهة الداخلية وتقوية عُرى الرَّابطة واللُّحمة الوطنية في عالم متقلب متغير..
وأمَّا المشعوذة عبد اللَّطيف ومشغِّلوها فيعلمون أنَّهم كاذبون، حتَّى وإن بنوا تخميناتهم و"إلهام" كذبهم على ما يكتب وينشر من معلومات وتحاليل وما يتردد ويتواتر أحيانا من تسريبات وتخمينات، فقد "كذب المنجِّمون ولو صدقوا"..