"الشّوك والقرنفل"

حرصتُ على قراءة رواية الشّهيد القائد الفذّ يحي السّنوار مفجّر أجمل طوفانٍ أحدثَ في العالم رجّةً كان وسيكون لها تأثيرٌ إيجابيٌّ على وضع فلسطينيٍّ بل وَكونيٍّ انقلب وسينقلب بفضله كثيرٌ ممّا رأيناه وأراناه حكّامُ الخديعة المفضوحة الذين جثموا بكذبة الممانعةَ العرْبجيّة عقودًا من زمننا المهدور على صدورنا ثوابتَ لا تتزعزعُ…

وصلتني "الشّوك والقرنفل" إلى حيث بيتي... قلّبتُها فأحسستُ بوخْز الشّوك ولم أشتمَّ رائحةَ القرنفل. لماذا؟ قلّبتُ الرّوايةَ أصافحها مصافحةً أولى فلم أعثُر على شيء ممّا أودّ أن أسمّيَه هويّةَ الكتابِ دارَ نشِره وتاريخه وما إلى ذلك من معطياتٍ معهودة…

انتابني شعورٌ بالألمِ أرجو أن يكون كاذبًا. تساءلتُ: هل أُدخِلتِ الرّوايةُ سوقَ النّخاسة التّجاريّة المعروفة في مطابعَ أضحت منذ زمنِ الهبوط المدوّي على جميع الأصعدة تطبع الغثّ والسّمينَ لاهثة وراء الرّبح المادّيّ الذي أتى على كلّ جميلٍ، وهو ما يسيء إلى رجلٍ بتلك القيمة والقامة وإلى قضيّة وإن تاجرَ بها الأدعياءُ فقد سكنت قلوب الأحرار فراحوا يُسكنون قلوبهم ولو بأضعف الإيمان دون حسابات مسبّقة أو مؤخّرة؟! هل يستبطنُ هؤلاء الطّابعون قصدَ خدمةِ الشّهيدِ الاستثنائيّ وقضيّتِه التي أوشكت أن تُدفنَ نهائيّا لولاه وطوفانُه؟

لا أُخفي أنّني أميلُ إلى الفرضيّة الأولى لما عرفتُه عن هذا القطاع من تردٍّ لا يخفى لذلك حينما سألني أحدُهم بعفويّة ظاهرة ونيّة صادقة وراءها تعاطفٌ مع أشاوس حرب غزّة التي فاقتِ السّنةَ وبعضَ السّنة لتجمعَ بين بطولاتِ المقاومين المتنوِّعة الممرِّغة لأنف العدوّ في التّراب وبين ثبات شعبهم الذي سامَه العدوُّ البغيضُ شتّى أنواع الخسْف والعسْف ولكنّه أصرّ بشكل مُذهلٍ على أن يظلّ حضنًا دافئًا لشبابِ مقاومته البواسل: هل ستذهب عوائدُ هذه النّسخة وأخواتها إلى المقاومة ؟ أجبتُه سريعًا بعامّيّة واضحة: "يا راجل حتّى إنتا" !

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات