لم يكن كثيرٌ منّا ينتظر أن يحوّل أهلُ غزّة ومقاوموها المنفّذون لطوفان الأقصى المبارك وما تبعتْه من معارك غير مسبوقة خاضتها المقاومة بحرَفيّة وذكاء وصمود وإيمان بالله والأرض والعِرض مع العدوّ الصّهيونيّ المسنود من غرْب النّفاق والصّلَف والاستكبار واقعَ أهلنا في غزّة وعموم ما بقيَ من فلسطين بما في ذلك ضفّة "الرّئيس" الخائن العميل محمود عبّاس وضبّاطه الذين وجّهوا سلاحهم إلى صدور المجاهدين بدلا من العدوّ بوقاحة لا حدّ لها... لم يكن أحد منّا ينتظر أن يحوّلوه من عبارة الرّئيس المصريّ العسكريّ الخائب (قُبحي غير المبارك) "وقّع يا ابن الكلْب" الموجّهة إلى الفقيد ياسر عرفات في قاهرة المعزّ التي قال فيها نزار قبّاني:
ما هذه مصرُ فإنّ مصرَ تهوّدتْ
فصَلاتُها عِبْريّةٌ وإمامُها كذًابُ
إلى عبارة "لا توقيع إلا بعد تسليم إسرائيل خرائط الانسحاب" الصّادرة على لسان قادة حماس السّياسيّين العسكريّن الأبطال !
أيّها المناوئون للمقاومة الحاقدون عليها من عرَب الذّلّ والمهانة والمتاجرة:
لقد أبى أفذاذُ غزّة التي حيّرتِ العالم وزلزلتْه زِلزالًا بمرابطة شعبها ومقاومتها إلّا أن يُنقذوا تاريخَنا الملطَّخَ بالهزائم والاتّفاقيّات المُخزِية المُهينة وأن يرفعوا عنّا غِطاء الخزيِ ويدثّرونا برداءِ العزّة والكرامة فيفرضوا على العدوّ اتّفاقيّة تمسح عارَنا وخِذلاننا المستمرّ عقودًا.
دعوا زيْف التّاريخ وأكاذيبَه، فبيْن قولِكم وفعلِهم سنواتٌ ضوئيّةٌ ! دعوني أقلْ وكلّ حُرٍّ أبيٍّ مِلءَ القلوب والحناجر لأحبّتنا في غزّة :
سلّم الله قسَّامَكم.
تقبّل اللّه شهداءكم.
شفى اللّه جرحاكم.
زرع اللّه الأمن والصّبر في قلوب خائفكم وفاقدِكم ومشرَّدكم.
جازى الله أمّهاتكم الصَّابرات المحتسِبات وآباءكم المتألّمين الواثقين.
هدّأ الله المكلومين صغارا وكبارًا، إناثًا وذكورًا…
رحم الله يحي السّنوار وعصا موسى التي شقّ بها وبفِتْيتِه الأبرارِ بحرَ الخوف والرّعب من عدوّ ركّع جيوشًا نظاميّة عربيّة أدّت وتؤدّي عمل الشّرطة القامعة لشعوبها سنوات طِوالًا في دولٍ لم انتصرت إلّا في أعمالها التّلفزيّة والسّنمائيّة المخدِّرة لضعاف العقول من أمّةٍ لاذت بالاستكانة والقعود واليأس والمهانة والخوف اللّزيم.
"سلامٌ عليكم بما صبرتم فنِغم عقبى الدّار" أهلَنا في غزّة العظيمة.