العودة إلى ما وراء الوراء إلى ما قبل الدَّولة.. كان لنظام الرئيس المخلوع الفار بن علي منظومة غير رسميَّة لشرح مواقفه (لصعوبة فهمها؟) وللدِّفاع عنه وللحديث غير الرَّسمي باسمه، من مرتزقة اللِّسان والقلم ومرتزقة العضلات المفتولة والبلطجيَّة وقُطَّاع الطُّرق..
واليوم يتطاول بعض الأشخاص ممَّن يسمُّون أنفسهم "أنصار الرَّئيس" من "التَّنسيقيَّات الفوضويَّة" والهياكل اللَّاشرعيَّة التَّفسيريَّة المؤقَّتة" اللَّاشرعيَّة من غير ذوي الصِّفة الرَّسميَّة في الدَّولة، ويحلُّون محلَّ الدَّولة أصلا.. ويعلنون عن مواعيد جلسات القضاء وحتَّى عن أحكام القضاء وعن الأحكام التَّشريعيَّة وعن القرارات التَّنفيذيَّة الرَّسميَّة الحكومية وأحينا الرِّئاسيَّة حتَّى قبل صدورها..
فما هي صفة السَّيِّد "نزار الوسلاتي" المُكنِّي نفسه "الدَّاكْسْ" في الدَّولة وفي القضاء ليعلن عن تواريخ ومواعيد الجلسات القضائيَّة؟؟؟
أليس هذا انتحالا لصفة النَّطاقة الرَّسميَّة باسم المحاكم ولدور النِّيابة ورؤساء المحاكم ورؤساء قَلَم وكتابة المحاكم؟؟؟
أو ليس هذا انتهاكا لمبادئ المحاكمة العادلة؟؟؟ أوليس هذا انتهاكا لسيادة الشَّعب التونسي الكريم الَّّي تصدر الأحكام باسمه؟؟؟ أو ليسه هاته إهانة لرئيس الجمهوريَّة في صفته وشخصه، وهو الَّّي تُنفَّد الأحكام باسمه؟؟؟
أو ليس هذا تدخُّلا سياسيًّا فجًّا وفوضيًّا في عمل القضاء بتقنية "السَّير للورى زَقُّفونة" للزَّحف على دور العدالة وإقحام السِّياسة فيها، والانتصاب مكانها؟؟؟
أو ليس هذا ما يندِّد به رئيس الجمهوريَّة مساء وغسق اللَّيل وفجرا، في جلساته ودردشاته المتلفزة ما يتبعها من بيانات منتصف اللَّيل إلى الهزيع الأوَّل من الفجر؟؟؟
أليس هذا تشليكا للدَّولة، وهرولة "السَّير للوراء زقَّفونة" للعودة القُهقُري لما وراء الوراء لما قبل الدَّولة، بل لما قبل القبيلة، بل لعصر اللادولة وحُكم الفوضى، لثأر وبلطجة صعاليك قطَّاع الطُّرق في الفيافي خارج تُراب ومجال القبيلة؟؟؟