إلى ثامر المسحال صاحب "ما خفي أعظم" على قناة "الخنزيرة" (حقوق التّسمية محفوظة لأصحابها):

شكرا لك جزيلا لأنّك فضحت سياسيّا عربيّا اسمه يحي السّنوار شذّ عن مألوفِ قادتنا العرب ذوي الفخامة والجلالة والمهابة المقدّسِ الذي نشأنا عليه فرفع رؤوسنا عاليًا بين الأمم وأغرقنا في نعيم لا يُنكره إلّا جاحدٌ.

لستُ أدري كيف غادر هذا الرّجلُ المجنونُ الذي ابتلى به اللهُ أهلَنا في غزّة فتَركَ، وما كان عليه أن يفعل، الأناقةَ والشّياكَةَ والحشَم والخدَمَ والقصور الفخمة والجواريَ والغلمانَ والأمرَ المطاعَ والطّائراتِ النّاقلةَ إلى المنتجعاتِ العالميّةِ الباذخةِ من أجل صورةٍ ذليلة هي التي أريتَناها في حصّتك المؤجَّلة (جسدّ منهَك .. بدلة عسكريّة باليةُ..غطاء لا تقبل به دوابُّنا.. عمودٌ من فولاذ يتّخذه عكّازا وهو يتنقّل بين الرّكام كسائلٍ بائسٍ يطلب عطاءً)

لقد أخجَلَنا أمام الأمم وضعُه الرثُّ وهندامُه الوضيعُ وموضُعُ موته الذي ألقى بنفسه فيه دون موجبٍ.

كان عليه أن يتأنّق ويعيش نعمة السّلطة حتّى لا يقترف إثم الشّذوذ عن زملائه قادةِ البلدانِ العربيّةِ ذوي الشّرف الرّفيع والمكانة العالية، وحتّى يُعفيَ شعبَه المسكينَ من موتٍ تألّمنا له بالغَ التّألّم لأنّنا نريد له العيشَ بسلام بفضل الاستسلام الذي يراه وقومَه مذلّةً ومَهانةً !

متى رأينا إسرائيل المسالمةَ منذ تأسّسها تؤذي قطّا عربيّا واحدًا ؟ ومتى شاهدناها تستعرض قوّتها العسكريّة الخارقة على ضعيف ومسكين من أمّتنا العربيّة الخالدة ؟!

لقد ظلمَها هذا الرّجل ذو الأسمال البالية بما سمّاه جنونًا وتهوّرًا "طوفانَ الأقصى" يومَ أرسل قوّاتِه الغاشمةَ تنتهك حُرمتَها وحُرمةَ أراضيها الموروثةِ أبًا عن جَدٍّ بلْ كابرًا عن كابرٍ.

ما الذي فعلتْه هذه الدّولة الصّديقَةُ التي توسّطتْنا لتُعلّمنا مقوّماتِ الحياة الهادئة المستقيمة وآدابَ حُسنِ الجوار وتأخذنا من رعاةِ مواشٍ شُعثٍ غُبْرٍ إلى أسيادٍ مَحوطينَ بشعوبٍ راضيةٍ مَرْضيّة غارقةٍ في النّعيم حتّى الأذقان.

ما أشدَّ قسوةَ هذا الرّجل معنا ومع نفسه وشعبه ومع ما يسمّيه "مقاومةً"! يختار نهايةً ذليلةً مُذلّةً ستترك في تاريخنا النّاصع وصمةَ عارٍ تُسوّدُنا على مدى الأزمان.

إنّه لم يزد صديقتَنا إسرائيل حكّامًا وشعبا غيرَ قوّة فوق قوّتها، وصيتًا عالميّا ناصعًا فوق صيتها النّاصع، ولم يحترم هدوءها وسكينتَها وآدابَ حُسنِ جوارها المنصوص عليه في قرآنِنا قُدوتِنا الذي لم يفهمهُ وقومَه في رقعةِ الإزعاج الصّغيرة المدعوّةِ غزّةَ على حقيقته فذهبوا إلى عكس ما جاء به مِن دعوة إلى السِّلم والمهادنة يقيمون جبهة قتاليّة جرّت إليه وإليهم ويْلاتٍ أثلجتْ صدورنا وزادت موقفنا من الرّئيس عبّاس الحكيم المنتخَب بإجماع الفلسطينيّينَ احتراما وتقديرًا وقد جنح إلى السّلم وأمر قوّاته الموجودة في الضّفّة المحرّرة بعدم مواجهة جارٍ كاد نبيُّنا عليه الصّلاة والسّلام يوصي بتوريثه بل أوصى.

أجدّد شكري لك ثامرًا المسحالَ أنْ كشفتَ فهمَ هذا الرّجلِ المريضِ للقرآن والسّنّة وأظهرته في أسوإ صورةٍ يمكن أن يموت عليها الإنسان. لقد كان من واجبه أن يرتديَ فاخرَ اللّباسِ ويموتَ في وثيرِ الفراش، فالمرءُ، كما نفهم، يُبعثُ على ما مات عليه.

سنُبعثُ بأثوابنا الطّاهرة النّظيفة وخدَمنا وحشَمنا المطواعين متنعّمين بملذّات الدّنيا التي من أجلها استَخلَفنا اللّه فيها..

ليته اقتدى بنا في الكبيرة والصّغيرة.

نسأل اللهَ له، وقد جنح عن صواب الدّنيا والآخرة، المغفرةَ وحُسنَ المَقام ولأنفسنا العمل المتواصلَ بما جاء به قرآنُنا هادينا في ظُلمة القبر ومضيءُ طريقِنا إلى جنّات الرّضوان، وأن يغفر له فيحشره معنا ويتجاوز عنه وعن أتباعه ذنبَ الخروج عن القافلة وكبيرةَ إيذاءِ يهودٍ مسالمين أمرَنا الله بأخُوّتهم وحُسن معاشرتهم.

ولْنذكّرْ خُلفاءه بأنّ:

العودَ محميٌّ بحزمتِه

ضعيفٌ حين ينفردُ

فتعالوْا إلى صوابِنا ودعُوا جنوحكم أيّها الإخوة المارقون في غزّة التّهوّر والعيان والخروج عن حكمة العرب من المحيط إلى المحيط !

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات