كلمة حقّ

مات "الديماسي" وكلّ امرئ وان طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول.. الديماسي محمولة عليه " كذبة التعويضات " .. ولا بدّ هنا أن أفتح قوسا حول مسألة التعويضات في كل عدالة انتقالية منصفة وهو "وجوب التعويض المادّي والأدبي للضحية ".. نعم هذه التعويضات حقّ موش مزية تؤخذ في الأصل من مال المجموعة الوطنية باعتبار " تواصل الدولة " . وقد تمّ هذا في المغرب وفي جنوب افريقيا ودول امريكا اللاتينية بدون احداث ضجة " بڨداش كيلو النّضال " !!

وما أنا على يقين منه أنّ "بعبع التعويضات " لم يُطبّق إلاّ في احتساب المسار المهني ممن ظلمهم نظام بن عليّ واستفاد منه أيضا المفروزون أمنيا من غير النهضويين وعائلات شهداء الثورة .. وما أنا متأكد منه أنّه ولا واحد ممن حمل ورقة "جبر الضرر " من مؤسسة العدالة الانتقالية قد أخذ ملّيما واحدا ( أنا مثلا !) . غير هذا هو مجرّد حديث " سوّاق التاكسي "!

هذا من جهة المبدأ، أمّا من جهة ما جرى فهذا الذي أسس احدى سرديات الثورة المضادة وبلاهة بعض الناس الذين ما ان نتحدث عن "الفلوس " الا ويركبها جنّ ازرق... لماذا أقول هذا بمناسبة وفاة "الديماسي " لسببين واضحين جدا :

أوّلا أنّه من محفّزات ما وقع ليلة الخامس والعشرين من جويلية هو تصدير فيديو لعبد الكريم الهاروني يخطب على حائط مهدّم في مكان غير معروف ذكر فيه مسألة التعويضات ..

وثانيا ما يحدث الآن من تنكيل بالمناضلة سهام بن سدرين رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة السبعينية في سجنها وقد وقع نقلها اليوم للمستشفى بعد أسبوعين من اضراب الجوع.

هل فهمتم الآن خطورة هذه الكذبة وإلى أين أوصلتنا ؟! ..

ومع ذلك رحم الله الرجل . .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات