اختار قيس سعيد أن يحكم مع الإدارة التونسية و بالإدارة

إختار قيس سعيد أن يحكم مع الإدارة التونسية و بالإدارة. هو ليس له أي خيار آخر. فهو لا يؤمن بالأحزاب لا عن قناعة و لكن من عدم قدرته على بناء حزب قوي يحمل أفكارا و برنامجا يحكم به.

و من الطبيعي جدا إذا أن يجعل من سياسة التمكين في الإدارة في قلب إستراتيجية حكمه، و سياسة التمكين واحدة تحت كل سماء حتى و لو حملت عناوين مختلفة. تمكين الولاءات (و لا تهم الخبرات) من مناصب المديرين العامين بالوزارات و المنشئات و كل المؤسسات.

منذ بعثها، لم تكن الإدارة التونسية مستقلة عن السلطة السياسية فهي كانت دوما في صلب و قال منظومة الحكم و كانت دائما مسيسة سواء مع الحزب الدستوري أو التجمع أو أحزاب ما بعد الثورة بل على مر السنين إكتسبت إدارتنا نوعا من العقل الذي جعلها بمختلف مؤسساتها المركزية و الجهوية ذراع الإستعمار الداخلي (نعم إلى هذه الدرجة !).

ما يتغير مع منظومة قيس سعيد أن الغطاء الحزبي (أي السياسي) لم يعد موجودا و لذلك فإن العقل الإداري الراهن إختار طوعيا الحكم مع منظومة الإستبداد و أصبح ذراعها الذي يستبق رغباتها و في نفس الوقت أصبح رهينة إبتزاز تحت مظلة رعب السلطة و قوانينها التي لم و لن تتغير فمناخ الرعب ضروري للحكم بالإدارة و معها. أؤكد أن إنخراط الإدارة يخضع قليلا إلى شعور الخوف و لكنه في الغالب إنخراط طوعي.

لماذا لا توجد محكمة دستورية إلى اليوم ؟ لماذا لم تتغير القوانين المعطلة للتنمية إلى اليوم ؟ لماذا لم تتغير القوانين السالبة للحرية إلى اليوم ؟ لماذا ليس لنا قانون صرف عصري ؟ لماذا لم تتغير منظومتنا التربوية التعيسة ؟ لماذا إنحدرت منظومتنا الصحية ؟ لماذا تندثر منظومتنا الصناعية ؟ و لماذا لم نستطع خلق ثروة كافية و إدماجية و مستديمة ؟

لا تنظر إلى الأصبع عندما يشار إلى السماء !!!

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات