ان الذين بايعوا الذل واعتنقوا الهوان واجاروا الرذيلة حين دخلت في جوارهم، ما كان لنهايتهم إلا ان تكون وضيعة خالية من شبهة الشرف وما كانت أفكارهم الماكرة وطموحاتهم الخبيثة ان تقودهم الى غير حتفهم الاخلاقي ، حيث لفظت آدميتهم انفاسها الاخيرة هناك على أبواب القضاء، أين أصروا على المضي قدما في حربهم على الثورة ومن يدور في فلكها ومن يتقرب إليها ومن يذكرها بخير ،
هناك يخوضون آخر معاركهم الخاسرة وهناك شرعوا في استنشاق الحقيقة المرة، تلك التي تؤكد انهم اندحروا على محور القضاء، لقد جن جنونهم بعد ان تيقنوا ان قصور العدالة لم تعد في خدمة الثورة المضادة، واي مصيبة أكبر عليهم من خروج المحاكم عن سيطرتهم بعد خروج الثكنات، ان تستعصي عليهم الثكنات و يستنكف القضاء من مؤامراتهم، فتلك مصيبة من شانها نسف الدكتاتوريات العاتية، فما بالك بأذيال دكتاتورية شيدت أحلامها على موائد العزاء، خنافس رعناء تمتص حانات العاصمة وتنام ثملة لتصحو على التحريش بين ابناء الشعب.
تُراود الوجوه الكالحة العدالة على نفسها ! تواجه القاضي بأعين جاحظة ، تتحرش ..تتلوى ..تتلمظ.. تهز حواجبها، تحرك شفاهها المثقلة بالحرام ، تمارس دعارة الإيحاء تجاه المحكمة، شلة من ساسة الشر وهيئة الشر واعلام الشر، يتوددون للقضاء ثم يتوعدونه، يهددون من على منابر اعلامهم، يشيرون ان هاهنا ورثة دولة القمع وبإمكانهم فعل الكثير، هاهنا طائفة حمراء تعفر الوطن بروائها الكريهة، تلتحم بروح بن علي وخيال بالحسن وطيف القلال وظل بن ضياء، وتشرع في اخبث عملية ابتزاز للقضاء،
لقد تيقنوا ان الثورة تصالحت منذ يومها الأول مع الثكنات، ثم ورغم عربدتهم تقدمت أكثر وتصالحت مع الاستحقاقات الانتخابية، ثم توغلت للتصالح مع القضاء، وتلك كارثة بالنسبة لهم!! اذا مارس الجيش الحياد ومارس القضاء العدالة كيف اذا ستسقط الثورة!!! مصيبة المت بهم جعلتهم يباشرون سلسلة من الهجمات الفظيعة على القضاء، وصل الامر الى خروج غليّم من غلمان الرمضاني ليعلن انه وأنهم يمارسون الضغوطات على العدالة على امل القضاء على القضاء!
لا شيء يقف امام غريزة الشر المغروسة في لحومهم، هم قرروا ان يطرقوا الدولة من كل الابواب، من باب الثكنات او القضاء او الداخلية او الجنائز ، من ابو ظبي من طبرق من القاهرة من الرياض، من باريس من البطحاء من عقر دار النداء.. سيحاولون الوصول الى منصات الدولة من كل فج عميق وغير عميق، فقط لن يحاولوا عبر الصناديق! تخنقهم هذه الكلمة، تستفزهم، تصيبهم بالجنون.
نعلم انكم لا تطلبون الحرب، لأنكم اجبن من ذلك وأعجز عن ذلك، انتم فقط تقوّدون..تحرّشون.. كل المعارك دارت بأعواد ثقابكم وبلا بكم..لقد امتهنتم منذ القديم هواية الفرجة، اقصى مشاركاتكم، كنتم تدلّون فيها الجلاد على جراح الضحية ليبالغ في نكئها، ثم وعند انتهاء المعارك تنزلون الى ساحاتها لسلب الضحايا وتلقيط البقايا.. تماما كما الضباع الهرمة.
انهم يهددون القضاء، انهم يختبرون نفوذهم على القاضي، انهم يشهرون المطرقة والمنجل في وجه مطرقة وميزان العدالة، يتهمونها بالإسراف في الحياد.. هيجانهم يؤكد انهم تيقنوا من افلات القضاء كما افلتت الثكنات، تيقنوا انه لكل اجل كتاب وان لليوم غد بعده وان سبعطاش ليست كــسطاش وان الايام دول وإنها ليست متشابه في المطلق وانه رب يوم لا يشبه الف الف يوم وان الثورة لم تذهب ريحها بل انحنت للعاصفة وان الايادي الحذرة غير الايادي المرتعشة وان سحرهم يتبخر باستطراد وانهم ألقوا عصيهم في غفلة من الناس وان تونس لم توجس في نفسها خيفة وان الشعب سيلقي عصاه لتلقف ما صنعوا ..
أما بعد ايها "المتاع" ان الخير في بلادنا يتتابع وان الشر يتباعد وانكم الى أفول وإن ثورة الشعب الى بزوغ .