في كلّ ما حدث، منذ النهاية الدرامية للسنة الدراسية الفارطة، حتى "الاتفاق" أوّل أمس بين (؟) و(؟)…لا أحد من أطراف الأزمة:
- جامعة الثانوي بمكوّناتها المنقسمة والمؤتلفة وقاعدتها الأستاذية المتنوّعة حدّ التعقيد.
- مكتب تنفيذي بحساباته المتحوّلة من تقليم الأظافر إلى مراعاة مصلحة الوطن العليا والإمكانيات المالية للبلاد.
- وزارة تربية بوزير متحوّل من هذر المريخ والتهديد والعزل إلى قليل من العقل، ثم إلى تمزّق بين مرارة الاضطرار الى التفاوض وإظهار سعادة بالبقاء رغم "كل" ما حدث.
- حكومة باهتة "لابدة" بسبب تمزقها بين ملفات العاجل السياسي والاستراتيجي المصيري (تأسيس حزب ومستقبل سياسي)، لكنها تخرج من الأزمة ب"لعبة وضحكة" واستهتار (إن صحّ خبر مصدر تمويل الاتفاق).
- أحزاب حكم (النهضة أساسا) وأحزاب معارضة (الجبهة وحركة الشعب أساسا) تحضر في جهتي الأزمة بقواعد منقسمة بين انتمائها الحزبي الايديولوجي من جهة، وانتمائها القطاعي من جهة ثانية.
لا أحد من هؤلاء ولا من الصحافيين والمحللين المراقبين لتطوّرات الأزمة التي حدثت كلّها "على حافة الهاوية" يدرك على وجه الدقة حقيقة ما حدث، ولا حيثيات الوصول إلى "اتفاق" تختلف الآراء بشأنه بحسب زاوية النظر.. بين معتبر له مهينا للأساتذة بالنظر إلى الثمن الذي قدّموه من سمعتهم و جيوبهم، ومن يراه انتصارا باهرا بالنظر إلى السياق السياسي والنقابي والمجتمعي العام المستهدف للأساتذة، فضلا عن غموض بعض بنوده وآليات تطبيقه.
رأيي
أنّ ما حدث كان كبيرا ومهمّا، وسيخلّف آثارا محسوسة على توازنات الوضع السياسي الآني وخلال المحطات السياسية القادمة، وعلى المحطات الانتخابية النقابية القريبة في الثانوي، وعلى وضع اتحاد الشغل في المشهد الوطني، وعلى مفردات التفكير السياسي والنقابي الجديد،وعلى تمثّلات التلاميذ الذهنية والنفسية لعلاقتهم بالمدرسة والتحصيل العلمي المعرفي والأستاذ…
تفصيل هذه الآثار كلّها يحتاج أن يهدأ غبار المعركة…
إن هدأ.