جواب السؤال أعلاه هو طبعا : لا .. لا كبيرة في حجم الضحالة التي نعيشها بنوعية الطبقة السياسية الفاعلة حاليا و نوعية الجدل القائم . هل كان الأمر مقصودا و مخططا له ؟
جوابي هو نعم كبيرة في حجم افاقتنا على أحداث مرت أمام انوفنا في السنة الأولى لحدث سبعطاش اربعطاش دون أن نحدق فيها بانتباه.
بدأ الأمر بساحة "سياسية" عامة تحركها "قيادات شابة" تولت أمر "السياسة" في أربع و عشرين ساعة دون أن يعرف احد لها سيرة ذاتية سابقة و تم تدبيج كل قصائد المديح في هذه "الشبيبة" و تم تسمية الحدث باسمها لأنه "ثورة شباب" و لا يمكن ان ننسبها لأحد (لتجنب نسبتها أو تقاسمها أو تولي توجيهها من السرديات الفكرية الكبرى التي لا تبني أوطان بدون الاستضاءة بها : اسلامية أو عروبية أو يسارية) .
تولت "الشبيبة" (غير المعلومة تاريخا و لا تخطيطا) في أحيان كثيرة طرد السياسيين و الأحزاب (المقصود الأحزاب التي عارضت بن علي) : "لا نريد الركوب على الثورة" و تعني الجملة بالضبط : لا نريد ثورة بمضامين قوى وطنية عارضت بن علي .
تمت مع ذلك انتخابات 2011 .كانت النهضة أكثر أحزاب المشاريع التاريخية نجاة . انكسر اليسار و القوميون . و صعد باسم الأحزاب الثلاثة التاريخية الأقل تضررا كثير من النكرات أو المخترقين الذين سوف يساهمون بعد ذلك في مجزرة 2014 .(قيادات من منظومة 2014 التي ستكون عودة للقديمة صعدت باسم المرزوقي و الشابي و بن جعفر لأن الناس انتخبت في 2011 بأسماء الزعماء المعارضين لبن علي لا بالنظر الى رؤساء القائمات) .
جاءت انتخابات 2014 ليتم العصف نهائيا بمعارضة بن علي كلها أي بمن يمكن أن يعطي للسياسة مضامين و مشاريع)المؤتمر ..البي دي بي ..التكتل ) . نجت النهضة مرة اخرى كأحد الأحزاب التاريحية المشاريعية لأسباب تنظيمية . تم تزيين المشهد بحسبة دقيقة بكتلة اليسار الوطني لأسباب وظيفية (كتلة الجبهة) و تسرب عدد من الأسماء الوطنية من جماعة السياسة التاريخية بضربات حظ لاسباب جهوية أو عروشية أوصدف اعلامية خدمتهم ) الكتلة الديمقراطية) .
أصبح الفاعلون السياسيون في أغلبهم افرادا و جمعيات و احزابا مجرد مكونات وظيفية يتم تصنيعها حسب الطلب و التخطيط أي مجرد كائنات تنفيذية بلا رؤى أو مشاريع و من الأحسن أن يكونوا من المتهافتين الطيعين .
ليس هناك سياسة من أجل مشاريع وطنية . الأحزاب التاريخية المشاريعية بين هرسلة السيستام المحلي و الدولي للتطويع (النهضة) أو عرض الخدمات (قوى ضغط على النهضة) أو ضعيفة مهمشة (قوى "الثورة)" .
الفاعلون قوى تنفيذ مشاريع الغرفة المحلية و الدولية . نحن في مرحلة سياسة التكنوقراط التابع .البراغماتية تقتضي الاعتراف و التفاعل .
ثورة الشباب ..اي نعم ..فهمنا .