المحاصصة هي المحاصصة...و هي ليست آلية ديمقراطية.... هي توافق بين من تحالفوا مع بعضهم... وهم أصحاب القرار دون سواهم....ولكن مع بعضهم... ولما يغيب التوافق...يصبح وجود التحالف في خطر…
أحيانا تقرأ نصا قام فيه كاتبه بمجهود يشكر عليه...لتوضيح وجهة نظره للعموم وخلفياته... ولكنه على مر النص يخلط بين المفهومين...بين اتخاذ القرارات بالتوافق واتخاذها بالآلية الديمقراطية... وشخصيا لا ألومه ...لأن من ابرموا التحالف...أخذوا دائما قراراتهم بالتوافق...طيلة سنين.. وروجوا للقواعد أنهم يأخذونها "بالديمقراطية" فيما بينهم..."لأنهم ان اختلفو يصوتون فيما بينهم"…
وهذا غير صحيح...وهو المشكل الأصلي في هذا التحالف غير الديمقراطي الذي يقصي القواعد...منذ نشأته...وينفرد فيه المسؤولون بالقرار…
لأنه عندما يعتبر طرف له هياكل تتخذ قراراتها باستقلالية عن بقية الأطراف ان الوضع يتطلب اتخاذ موقف معين فلا يمكنك ان تجبره بالقوة على الانصياع لقرار مناف له اتخذته هياكل طرف آخر باستقلالية عنه ...وخصوصا لما يعتبر هذا الطرف أن الخلاف غير قابل للفض بالتصويت بين المتحالفين…
وللتذكير فقد حصل هذا من قبل...سنة 2013... لما خرج (او أخرج) من التحالف ثلاثة أطراف مؤسسين له...بسبب الموقف الذي أسس لجبهة الإنقاذ…
وهذا الخلط المقصود بين آلية التوافق والآليات الديمقراطية...متواصل منذ سنين...للتظاهر بأن القرارات ديمقراطية لإسكات المناضلين الذين يطالبون بتكريس الديمقراطية...خصوصا غير المتحزبين منهم... وهو يزيد من إرباك المناضلين...ويتسبب في المزيد من المشاحنات..ويساهم في الاتهامات المتبادلة بينهم بانتهاك المبادىء الديمقراطية…
لأنه لما تتفق جميع القيادات على تكريس آلية التوافق وفرضها على الجميع...ويعرقلون مع بعضهم وضع الآليات الديمقراطية التي تطالب بها القواعد..ويواصلون طيلة سنوات في اتخاذ مواقفهم بالتوافق....فإنه من الدمغجة والمغالطة الحديث عن الديمقراطية…
هو دمغجة على المناضلين...من جهة أولى...لما يقال أنه في غياب التوافق...نصوت!!! فالمتحالفون لا يصوتون...وإنما يقربون وجهات نظرهم لبعضها...ويتفقون على الأقصى الذي يمكنهم الاتفاق عليه...(مثلما فعلو مثلا...في الموقف من التصويت في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية سنة2014 )..
ومن يفرض منهم التصويت لأن عدد من يشاركه في موقفه من الأطراف المتحالفة اكثر ممن يعارضه فيه ... يتحمل مسؤولية انفضاض التحالف ان لم يقبل الطرف الآخر المتحالف معه والمتخالف معه هذا المرور بالقوة...وهو ما نشاهده الآن...وهو يغني عن كل "تنظير"...ومزايدات بالديمقراطية…
وهو دمغجة من الجهة المقابلة…عندما يروج الطرف الاقلي في المحاصصة أنه في غياب التوافق يجب الإلتجاء للديمقراطية…وهو يعلم أن الآليات التي تمكن من ممارستها غير موجودة…وهو الذي توافق مع من تحالف معهم…وساهم معهم طيلة سنوات في منع تواجدها… وقد كان عليهم القول ببساطة أنهم غير متفقين وان القرارات لا تأخذ إلا بالتوافق…ولا يحاججو بالديمقراطية!!
فرفقا بذكاء المناضلين يا أكارم…