عندما نستمع الى بعض النخب المتعفنة والأخرى المتعثرة، واحدة تلعن الحق وتمجد الباطل لأنه خلصها من الحق، والثانية تتأرجح بين الجبن وبين اللؤم، تسترق عبارات التأبين الجافة وتمزجها بـــ "لكن.. ورغم انه.. وحتى...وهو ايضا.."وكأنها تتبرأ من عباراتها المحتشمة التي ساقتها، وكأنها اقترفت جناية الترحم على الرئيس الدكتور الحر الشرعي الشهيد،
ثم تراهم يشفعون تلك العبارات المرهقة بلوم مرسي والغمز في الإخوان ولوك العبارات المؤدلجة التي يقطر سمها من حروفها، ترحم أثقلته الحسابات أرهقته الريبة، أحدهم كتب "الله يرحمو بفعلو" والآخر علق "على كل حال الله يرحمو أما الي عملو موش شوي" هؤلاء الذين هم أقرب الى اراجوزات الفكر منهم إلى إنسان الفكر الحر، عليهم استدعاء شخصية الدكتور محمد المنصف المرزوقي، عليهم التعلم من رجل يتحرك باتجاه الاستحقاق الانتخابي المعقد وتحفه ضباع العلمانية القاحلة، تعد عباراته قبل أنفاسه، رغم ذلك يســـــمي، يشــــري، يقــــــول بلا هوادة، تابعوا الرجال يا اشباه الرجال، تابعوا تابين الرجل العلماني الحقوقي للشهيد الاسلامي محمد مرسي،
تعلموا من كلمات المرزوقي التي تحسن تتفيقه ولا تحسن تتلعثم، كبّوا عبارات الثعالب وانهلوا من عبارة الرجل الذي باع الحسابات بـــ"لفتة"، وتوسع في الوفاء لصديقه الذي أكل معه ماء وملح الرئاسة الحرة، تابعوا يا ثعالب الإيديولوجيا الحاقدة والأخرى الجبانة التي تعشق لغة التفحيج بين الحق والباطل في مناسبات الشهادة والاستشهاد، تابعوا ما خطّه المرزوقي " وفاة الرئيس الشهيد محمد مرسي في الظروف المأساوية التي رأيناها :شهادة إلى الأبد على صلابة الرجل ….على شجاعته ….على انسانيته ….على تمسكه لآخر نفس بقيمه وبمواقفه .
وشهادة إلى الأبد على إنعدام الحدّ الأدنى ْ….من الشهامة …من النبل ….من الفروسية ….من قيم العروبة والإسلام….من ٍالانسانية من قبل خصومه .إن كان هناك شكّ في وقوف قتلة الرئيس الشهيد أمام عدالة الأرض فموعدهم قد ضرب منذ رابعة وقبلها وبعدها أمام عدالة السماء .وعند الله تجتمع الخصوم .
أما التاريخ فقد قال كلمته في محمد مرسي وقد دخله اليوم من أوسع أبوابه .كل التعازي وإن عجزت الكلمات عن التعبيرعن التعاطف والحب والألم إلى عائلة الرئيس الشهيد محمد مرسي، إلى أهلنا في مصر الحبيبة وقد فقدوا اليوم رجل قلّ نظيره ،إلى كل الأمة العربية والاسلامية التي فقدت بموت الرئيس الشهيد شمعة كانت تنير الظلام الدامس الذي سلطه علينا الاستبداد والاستعمار.
"ولا بدّ لليل أن ينجلي".
ايتها الأيديولوجيا التي كذبت على نفسها قديما وصدقت كذبتها، هذه وثيقة علمانية تنتصر الى الرئيس الشهيد الاسلامي، وثيقة لن تضيف الى محمد مرسي أي شيء فمن سيضيف إليه هو رب العزة وليس غيره، انما يضيف المرزوقي بفضلها الى رصيده الاخلاقي، يراكم ثقافة الحق وليس ثقافة العاهات الفكروسياسية.
اجمل ما في المشهد ان بعض الزعانف المؤدلجة تحاول من الحين للآخر نشر بعض عبارات المرزوقي في محاولة تصنيفه واحراجه ومن ثم ردعه حتى لا يعود الى مثلها، لكن الرجل الذي تسلّح بكمية رهيبة من العناد، يعود الى عبارات اوسع و اشمل وادق، انه يستفزهم لأنهم حدثوا أنفسهم بإمكانية التأثير في خطاب محمد المنصف عناد.
حين كان المرزوقي في السلطة وتم الانقلاب على الشهيد مرسي، قالوا بأن المرزوقي يدافع عن مرسي لأنه يخشى على نفسه من نفس المصير، واليوم بعد أن مرت 5 سنوات على مغادرة المرزوقي للسلطة مازال يدافع عن صديقه الرئيس الشهيد.. اسمها مبادئ.. مبادئ، بالهمزة على اليـــاء.. يــــــا اولاد الكلب.