تبعا للحديث عن " اليسارية الإسلامية " أذكر أنّ أحد "الرفاق" أيّام الجامعة، وقد صار اليوم برجوازيا صغيرا يريد أن يكبر، كان ينعت مجموعة من الفتيات اللائي ينتمين إلى اليسار دون تبني سلوكياته ب "خوانجية في اليسار " وكان الأمر لديه محلّ سخرية واستهجان وكنّا نراه محلّ فخر واعتزاز.
كذلك نعت المناضل العياشي الهمامي بأنّه يمثّل اليسارية الإسلامية هو فخر له إذ يمثّل هذا اليساري النموذج المنشود لليساري المفقود الذي لا يرى اليسار عدوانيّة للمقدّس واعتداء على الروح الجماعية في المجتمع وانتهاكا لدينه الراسخ في الزّمان والمكان.
إنّه نموذج للخلاص من المأزق الأخلاقي والسياسي الذي يتردّى فيه اليسار والذي يفسّر غياب امتداده في العمق الشعبي الذي يجد في الدين وفي فكرة الله طمأنينة له وسط التوحش الرّأسمالي والأخلاقي.
معاداة كلّ ما له صلة بالدّين وهوس ربط الإرهاب بالدين واعتبار الدين قي حدّ ذاته مصدر إرهاب افكار غربية استشراقيّة دحضها منذ زمن مفكّرون مضادّون للحداثة الاستعماريّة التي يرتهن لها كثير من مثقفينا وإعلاميينا إمّا لأنّهم لا يقرؤون ولا يطوّرون أفكارهم في ضوء التحوّلات الكبرى في العالم اليوم أو لأنّهم يسعون إلى إرضاء أولي النعمة عليهم.
وأولو النعمة لا يريدون غير نعمتهم البعيدة عن آمال الشعب.
سيظلّ لليسار الاجتماعي الحقيقي ممثّلوه من خارج اليسار الرسمي الذي فقد كثيرا من يساريّته في خضمّ هوسه بالسلطة وتحالفاته المشبوهة ومساعيه لقطع الطريق على المناضلين الحقيقيين.