يكونون الأحزاب كما يرتؤون...وبالطريقة التي يريدون..ويتخذون القرارات السياسية والتنظيمية التي يريدون...ويتحالفون كما يشاؤون ومع من يريدون... وينقضون التحالفات كما يشاؤون... فمن منعهم من ذلك؟ لا أحد…
فحق التنظم مكفول للجميع...وهو من مكاسب الثورة...وهم يمارسونه كما يشاؤون...وكما طاب لهم.. ولكن هناك المكسب الأصل...مكسب الحرية...وأولها حرية الرأي والتعبير... هذا يتناسوه…
أولا عندما يدعون أنهم يمثلون وحدهم الأفكار والمبادئ والمواقف السياسية التي تؤمن بها أنت أيضا!! فيروجون لعقلية الممثل الوحيد لها...وان لم تتنظم معهم فأنت لا تحمل تلك الأفكار...بالضرورة!!!
وهي عقلية شمولية…
ويتناسون أيضا...وحتى هناك منهم من يجهل والجهل مصيبة لمن يدعي تمثيل الناس...أنه في مجتمع ديمقراطي حر فإن التنظيم السياسي معرض للنقد العلني المتواصل بالتمحيص في مواقفه وممارسته من طرف جميع المواطنين الذين يتوجه إليهم...وليس من طرف الرفاق وحدهم فقط…
وعندهم لما لا تساند ما يفعلون...كيفما ومهما فعلو... إن يتراءى لك أنهم مخطؤون سياسيا وتنظيميا.. وقاصرون على تكريس وانجاح المواقف والمبادىء التي تشتركون فيها...فهم يغضبون...ويسقطون في الأساليب الشمولية...أساليب تصنيف المناضلين...من رفاق...الي أنصار...إلى أصدقاء...إلى مناوئين ...الي خونة...إلخ…
وربما حتى تصبح أنت المسؤول عن فشلهم!!! لأنك حر ولا تصفق لهم لما يفشلون...وترفض مساعدتهم في الفشل!!! وبعبارة أخرى فهذا يعني أنك لست من رعيتهم...فالرعية وحدها مطالبة بالتهليل والبني وي ويزم!! وليس الرفيق المسؤول والمواطن المسؤول..
وعوض مقارعة الرأي بالرأي...والموقف بالموقف...والحجة بالحجة...يلتجؤون للتحامل على صاحبه...وهو عنوان فقر للحجة وعجز وفشل... فتتهاطل النعوت السلبية المختلفة ...على الرفيق او الصديق او الشخص صاحب الرأي المخالف!!!...وهي عديدة من الرشمة للركشة...الخ...مرورا بالتخريب (في الحقيقة تخريب مصالحهم)...وصولا للتخوين …
الحقيقة أنهم يتهربون من مقارعة الرأي بالرأي في إطار الاحترام بين الرفاق...وحتى في إطار الإحترام المواطني العادي في مجتمع ديمقراطي تمارس فيه حرية الرأي والتعبير... ذلك ان الفشل لا يمكن تفسيره إلا لما يكون مصاحبا بالنقد الذاتي والاعتراف بالأخطاء...وهم يخافون من ذلك...حتى لا يطالبون بترك المسؤولية بسبب أخطاءهم ...وهي المصيبة الكبرى عندهم…
وأكثر من ذلك...يحاول بعضهم قمع الرأي المخالف ...بأشكال قذرة مختلفة...بالسب والشتم والحط من الكرامة الخ...وهي عقلية شمولية بأساليب فاشستية…
حمدا أن هؤلاء الأخيرين ليسو في السلطة...وإلا لاستعملوا جهاز الدولة لوأد الرأي المخالف وتنظيم المحاكمات الجائرة...ان لم يتجاوزوا ذلك إلى التصفيات الجسدية!!!...كما حصل في التاريخ البعيد والقريب...في العديد من الأنظمة اليسارية... هؤلاء مشاريع فاشيست... وليسو من عصرنا الديمقراطي الحاضر الذي تتوق فيه الشعوب للحرية بكامل معانيها المتحضرة…