خلال كلمة الافتتاح التي ألقاها على هامش فعاليات المؤتمر العربى الثالث عشر لرؤساء أجهزة الإعلام الأمني بمقر الأمانة العامة بتونس أكد محمد بن على كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب سليل المنظومة الأمنية السعودية، أكد خطورة مواقع التواصل الاجتماعي على الأمن القومي العربي، وقدم مقاربة تتوافق والجهود التي تبذلها الكثير من الدول العربية للسيطرة على المنصات الالكترونية او ما أسموها بــ"البؤر الالكترونية" وجاء في كلمة كومان "إن مواقع التواصل الاجتماعي لا تتمثل سلبياته فقط في إضعاف الروابط الاجتماعية والأسرية وقطع الصلة بين الناس والواقع اليومي، وإنما تتجاوز ذلك إلى التأثير المباشر في الأمن و الاستقرار من خلال الإسهام في تهديد الأمن وبث الفتنة وتعطيل السكينة العامة، وهذا ما سيتم مناقشته اليوم من خلال البندين المتعلقين باثر الألعاب الإلكترونية في ارتكاب الجريمة والإرهاب، وتأثير الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية، والدور الذي يمكن لأجهزتكم القيام به لمواجهتها".
كما أشار الوزير إلى بعث هياكل امنية نموذجية تستهدي بها الدول الأعضاء، وقال ان المؤتمر سوف يناقش تصورا لهيكل إداري نموذجي موحد لأجهزة الإعلام الأمني بالدول العربية، وهو تصورا ينبغي ان يراعي الرسالة النبيلة التي تقوم بها وزارات الداخلية في الدول العربية.
تلك صورة كاريكاتورية لاجتماعات مازالت صالحة في الكثير من الدول العربية لكن الثورة التونسية أحالتها على الأرشيف، تماما كتراث هتلر وموسوليني وستالين، وإلا كيف تنسّق وزارة الداخلية التونسية مع وزارة اخرى تعتبر الدعوة الى ملكية دستورية او برلمانية سلوكا إرهابيا يحاكم بموجبه الجاني، كيف يمكن لوزارة سليلة ثورة الحرية والكرامة أن تبني هياكل مشتركة مع وزارات تعتبر الدعوة إلى الديمقراطية نوعا من التعدي على سلامة أمن الدولة، كيف تنسق داخلية تونس مع داخلية تجرم التهكم على سلطة العسكر وتعتبر الدعوة الى مدنية الدولة من الأفعال المشبوهة والخطيرة على السلم العام، كيف لنا ان نتفاعل مع منظومات أمنية تجرّم العمل النقابي وتعتبر نقد الحاكم فتنة موجبة لأحكام التعزير التي تصل حد القتل، كيف يتم التنسيق مع كيانات امنية تشيطن العمل الحزبي وتعتبر الدعوة الى التداول السلمي على السلطة ذروة الخيانة.
أيها السادة أيتها السيدات، كلنا نحلم بوحدة عربية تبدأ من المؤسسات والهيئات والجمعيات وصولا الى التتويج في أعلى الهرم، لكن لن يحدث ذلك حتى تنتهي قصة الزعيم المفدى والرئيس الجنرال والملك الخالد، يجب ان يفهم الاشقاء العرب ان تونس التي خسر رئيسها الحالي قضية رفعها ضد أحد أبناء العمق الشعبي وحمّلته المحكمة تكاليف القضية، وظل رئيسها السابق يصارع كل انواع التهكم والإشاعات والكذب والتلفيق ولم يرفع قضية واحدة ضد خصومه، لا يمكن ان تدخل في شراكة امنية جدية مع دولة مزقت أحد مواطنيها بمنشار لأنه رفض العودة الى بلاده ليتم تعذيبه بإرادته وربما قتله بإرادته ودون شوشرة،
لا يمكن للبانية الرمادية المحررة ذات 14 جانفي بفعل زخم سبعطاش ديسمبر أن تنسق مع اجهزة امنية تبتز المخرج الذي صنع لها الانقلاب بأشرطة جنسية فاضحة، وتجمد نشاط فنانة على طرفة روتها فوق أحد مسارح الخليج، لا يمكن لثورة مخالبها الإعلامية الكترونية الدفع، ان تركن الى منظومات أمنية تعتبر الكلمة الالكترونية الحرة كارثة يجب ان ترصد لها المقدرات الضخمة لسحقها، لا يمكن لثورة ذات المخاض الالكتروني والسجال الالكتروني والدماء الالكترونية والتتويج الإلكتروني، أن تسهم في إبادة الاعلام الالكتروني.
انهم يرصدون ثلث ميزانيات دولهم لتشييد اهرامات اعلامية يتحصنون فيها من شعوبهم، ثم انهم يرتعدون من كلمات معزولة تطلقها منصات الكترونية فقيرة، إنهم يغطسون في الثريد الى أذقانهم، ثم انهم يمدون ابصارهم الى كسرة في يد الشعوب، يدركون انهم اولاد حرام ومأكلهم حرام، لذلك يحسدون الشعب على كسرته الحلال،
انهم يرغبون في إذلال الشعوب باجبارهم على أكل ما تساقط من ثريدهم وما علق من شحم في عظام موائدهم، انهم في حالة فزع لان الشعوب لم تعد تنتظر فضلاتهم، و نصبت موائد موازية، اثثتها بكسرة نظيفة بدل الانكفاء الذليل على فضلاتكم الملوثة، وحين تتنحى الشعوب من على فضلات الملوك، وتتخذ لها كسرة خاصة، يكون اجل الطواغيت قد حان.. حينها سخنوا الماء ونصلوا الباب هانا جايين.. وإن كان ذهب في سنن من قبلنا ان الجيف تدفن بلا تغسيل.