لم تصدر اي تصريحات من رئيس الحكومة يوسف الشاهد او من وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي تفيد بنية هذا او ذاك الترشح الى رئاسة الجمهورية ولا اقدم احدهم وخاصة الشاهد على تحيين مواقف سابقة، كل ما في الأمر ان جهات معينة اطلقت العنان لحملة يبدو مركزة تهدف الى تسويق الزبيدي وترغب في استثمار الذي لا يُستثمر،
وكأنّ الجنازة مفخرة كفيلة برفع شخصية من صفر نية ترشح الى ذروة السباق، لذلك تبدو الحملة سريعة تبحث عن استثمار الأجواء لارتشاف سيولة العواطف المتدفقة في المجتمع لصالح الوزير الذي تقلب في جل حكومات ما بعد الثورة، بل انطلق بشكل مبكر سنة 1999 مع حكومة الغنوشي تحت حكم بن علي في خطة كاتب دولة لدى الوزير الأول مكلف بالبحث العلمي والتكنولوجيا.
الحملة التي أطلقتها ودادية الزبيدي يبدو لم ترق لمكينة يوسف الشاهد التي سارعت الى الرد، وكأنه لا يكفيها معالجة ملف القروي فيظهر غيره على الساحة ليوسع دائرة الشغب، خاصة وان الزبيدي اذا ما شرع في تدثير نفسه سوف لن يبتعد كثيرا عن الشريحة التي يستهدفها الشاهد، لا يشعر الشاهد بحرج يذكر من قواعد قيس سعيد أو المرزوقي أو الجبالي او حتى عبير موسي بقدر شعوره بالخطر الزبيدي الداهم او الذي يعتقد انه من طينة الخطر الداهم.
مدونون ونشطاء ورموز حزبية وأخرى مستقلة دخلوا على الخط، بعضهم بأشكال غير مباشر وعبر رسائل مبطنة، والبعض الآخر خرج رأسا للمبارزة كما فعلت النائبة صابرين القوبنطيني التي عادت إلى الوراء لتتساءل عمن كان يشغل منصب وزير الدفاع في حكومة حمادي الجبالي زمن الترويكا، تعني بذلك الزبيدي و في إشارة إلى الاغتيالات والأحداث الإرهابية التي شهدتها البلاد في تلك المرحلة.
وفي حين اكتفى أنصار الشاهد بالرد واعتبروا استثمار الجنازة من السلوك الغير أخلاقية يبدو ان الودادية التي أطلقت حملة الزبيدي منظمة بشكل كبير، تضرب هنا وهناك وبدقة، وتُحسن الانتشار وتنفذ ذلك بفاعلية وبسرعة في سباق مع الزمن العاطفي الذي يوشك على النفاذ.
إذا ما فعلتها ودادية الزبيدي وأقدمت على ترشيح وزير الدفاع فالأكيد اننا سنكون امام فرجة مضمونة، لأن صدام الودادية الزبيدية مع المكينة الشاهدية سينتج نوعية جديدة من معارك تكسير العظم تشبه إلى معارك الجيل الخامس "5G"، لذلك استعدوا للاستمتاع، ففي تونس ما بعد سبعطاش ديسمبر لم يعد العسكر والنخب وشرعيات الاستقلال والمال من تستمع برهبة الشعوب وقلقها وانتظاراتها المشوبة حين تكون الدولة بصدد تغيير ثوبها، اليوم تحّول القلق إليهم والفرجة إلينا.. لا تذهبوا بعيدا لحظات وينطلق السباق، فرجة ممتعة.. رحم الله البوعزيزي.. رحم الله شهداء الثورة.