ظل زعيم حركة النهضة يراوح مكانه ولم يقدم للتونسيين عصفوره النادر، ترقب الكثير اطلالة العصفور مثلما سال الكثير من الحبر وغص الإعلام التقليدي كما الإعلام الافتراضي بالاحتمالات، في الأخير تبين ان العصور النادر تعرف عليه الغنوشي بداية سبعينات القرن الماضي، تبين أن زعيم النهضة يعرف عصفوره منذ الجماعة الإسلامية ووصلا إلى النهضة مرورا بحركة الاتجاه الإسلامي.
وعند تقديم عصفوره النادر اكتفى الغنوشي ببعض الأوصاف ولم يطنب، بخلاف ذلك قدم الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي تخمة من اوصاف عصفوره النادر، وصلت الى حد 101 من الخصال الحميدة، تم نشرها على الجريدة الناطقة باسم الاتحاد، خصال الطبوبي جاءت في شكل أسئلة ستقرّب مواصفات العصفور،
غير أن المشكلة تبقى في الغربلة، متى سيقوم الاتحاد بغربلة اوصافه وعرض العصافير تباعا على الشروط واخضاعهم الى منشور101 ومن ثم الانتقاء، مهمة تبدو صعبة المنال اقرب الى الامنية منها الى الواقع، لكن لنترقب، لأنه إذا تمكن الطبوبي من التسمية والتفصيل، هذا يعني ان عصفوره اوضح من عصفور الغنوشي الذي اكتفى بالتسمية دون سرد الخصال، وإذا ما قدم الطبوبي الخصال ثم انتهى الى التسمية يكون قد نسف عصفور الغنوشي من قرار.
مشكلة وحيدة تعترض سبيل المنطق فتعوقه، ذلك أن عصفور الغنوشي جاء به الحزب الذي ينشط في الساحة السياسية وأقره رئيس الحزب الذي من مهامه ممارسة السياسة وتصعيد العصافير للرهان السياسي، أما الطبوبي فمهمته نقابية ومن شروطها تصعيد العصافير لمناصب نقابية وليس سياسية!
إذا نحن في حضرة صورة بوجهين، إما أن يكون الغنوشي انحرف عن مهام حزبه الفطرية او الطبوبي انحرف عن مهام نقابته الفطرية، واحد من الاثنين انتهك الفطرة وتعسف على المنطق واقتحم الطريق السيارة من الجهة المعاكسة!