إن لم نقل انه وبعد سلسلة من الحوارات الناجحة المتوازنة التي ادارتها الاعلامية سماح مفتاح مع رموز المشهد السياسي، تصبح وبشهادة كل او جل من حاورتهم، الاعلامية الوحيدة "أو من قلة قليلة" التي نجحت في توحيد خطابها ومشاعرها وسلوكها تجاه مختلف الشخصيات بغض النظر عن الهوية الثقافية والمرجعية الفكرية والانتماء السياسي لهذه الشخصية أو تلك، في المقابل وبشهادة كل الـــــمع وكل الــــضد تعتبر مريم بلقاضي الإعلامية الاكثر انتاجا للكراهية وتلاعبا بالمصداقية وولوغا في تشويه بعض الأطراف وتلميع اخرى،
تفعل ذلك لصالح اجندات ايديولوجية مصادمة لمصلحة البلاد مرهقة لوطن يبحث منذ 2011 على من يُسهم في تثبيت المصداقية والنزاهة الاعلامية وليس له في الميولات الميليشياوية، انثوية كانت او شبه انثوية، كل الـــــضد الذين تأذوا يدركون ذلك، وكل الــــــمع الذي تمعشوا يستمتعون بذلك ويقرون به.
رغم ان الساحة الإعلامية ناطقة بسلمها وحربها، بجودتها ووضاعتها، لا يخفى فيها المبدع كما المجرم، فان الاتحاد مرة اخرى يختار الصيد في الماء المتعفن ما بعد الماء العكر، مرة اخرى ترفض قيادات البطحاء الانحياز الى شعب يرغب في فكرة جامعة تمتن وتمكن لثقافة التعايش،
مرة أخرى يشذ الاتحاد ويُقدم على خطوة ميليشياوية اقرب الى السلوك الاجرامي المجنون منه الى السلوك السوي او المعتل بأقدار. كان ذلك حين ترك اعلامية ناطقة باسم الحياد مثل سماح مفتاح وترك قوافل من الاعلاميين الذين لا يفجرون حين يمارسون التجني، وقدم الى كتلة تحريض مؤدلجة داكنة كارهة للثورة وكرّمها بالأموال المقتطعة من جيوب أبناء الثورة!!!
ربما تأتي جريمة تكريم "الاحتراب" ردا على مهزلة الفشل الذريع، مهزلة المحاولات البائسة المختلة التي سعت الى تحويل الاتحاد من سرح عمالي ضارب في اطناب الحامي وحشاد وبن عاشور وعاشور الى حزب راديكالي يتغذى على الكراهية ويتمعش من تمزيق الشعب وتبويب العائلات الفكرية بين دار الحرب ودار السلم،
لقد ادركتهم عناية الله حين فشلوا في تحويل مفخرة تونس العمالية الى حزب سيساوي الهوى بشاري السلوك، لكنهم استقبلوا عناية الله ورحمته بالعلو والاستكبار، وبعد الفشل في تحزيب الاتحاد بشكل رسمي،وحتى يشفي الشفي غليله وغليل المكتب الهائج عمد الى استقبال بؤرة اعلامية وكرمها باسم شعب الشغيلة ونكاية في شعب الشغيلة، لقد فشلوا في بناء كيان احتراب سياسي، فاختاروا استفزاز الشعب بكيان احترب اعلامي!!!
ذكرتني صعلكة الشفي بتعليق عنيف ضد الاعلامية سماح مفتاح اثر استقبالها للرئيس السابق المنصف المرزوقي، صدر عن ناشطة "بــ- ســ" جاء فيه " هاي تلعب فيها محايدة! يعجبكشي مازال حتى الاعلام باش نتقاسموه معاهم، ما يزيهمش الجوامع والشعانبي....ويني الهايكا تنحيلها..."،
تقريبا قام الشفي بترجمة فورية وحرفية لعبارات هذه الناشطة، ولكن بطريقة اخرى، حين قدم لمنظمة تأتي جل ايراداتها او اقتطاعاتها من أبناء الثورة، وقام باسمها بتكريم واحدة من أكبر خصوم الثورة، واكثر شخصية اعلامية تحرض على تمزيق الساحة ولديها خبرة لا يستهان بها في تغذية النعرات الأيديولوجية!
قلنا سابقا ستتوقف جرائم هذا المكتب المنخور وطديا في حق الثورة عند تكريم الزلمي عبد السلام جراد يوم عيد الثورة وفي مدينة الثورة بالذات، لكن يبدو ان الصعلة باقية وتتمدد في هذا المكتب.. صعلة صبايحية، وليتها كانت صعلكة شنفرية.