لا يمكن أن يأتي التصريح الذي أطلقه خليفة بن سالم وهو من هو في علاقته بنبيل القروي، رغبة في المناورة او الاستفزاز أو محاولة لتسجيل بعض الأهداف في هذا المرمى أو ذاك، عبارات حاسمة ودقيقة تؤكد ان القرارات جاهزة في صورة الفوز المنفرد او الجمع بين المنصبين، قال خليفة بن سالم"إذا فاز حزب قلب تونس في التشريعية سيكون نبيل القروي رئيسا للحكومة و سيجري حوارات تشكيل الحكومة من داخل السجن.. قلب تونس لن يكون له أي مرشّح آخر لرئاسة الحكومة سوى نبيل القروي.. في صورة فوزه برئاسة الجمهورية فسيجمع بين المنصبين أي منصب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة."
يبدو ان نبيل يبحث عن الجمع بين القصرين ليس ليقود البلاد بل لينتقم من خصومه، والاغلب ان الحرب ستكون طاحنة بينه وبين جناح السيستام الذي يقوده يوسف الشاهد في حين سيخضع الشطر الآخر للسيستام بلا مقاومة، بل أن أغلبه شرع في التمرد والالتحاق بمعكسر القروي.
اذا هي معركة انتقام ستدفع فيها تونس الكثير من الجهد والمال وربما الدماء لا قدر الله، هذا ما تؤكده تصريحات القروي و تهديداته المباشرة"لواش عاملها انا القناة ما باش نحيلهم والديهم"، بهكذا تصريحات يكون القروي قد اعذر، ويكون الشعب هو المسؤول عن كل الخراب الذي يمكن أن يحدثه هذا القادم الى القصور السيادية عبر التلاعب ، يلوح لجميع خصومه بجوامع الوعيد، حينها سوف لن نتحدث عن تثبيت الانتقال السياسي، سوف نتساءل أين الانتقال السياسي!
وصول نبيل الى القصبة لم يتحقق بعد، ومازال بيننا وبين الكارثة بعض امتار وبعض عقل يثوب وبعض يقظة تمنع الطوفان، الأمر نفسه ينسحب على القصر السيادي الأول في البلاد، الذي يمكن إنقاذه إذا تعقل الغلاة وترجلت النرجسية وعمل الجميع على قلب واحد..
بيننا وبين النجاة من هذا الكابوس، هبة جماعية خالية من التنطع يوم 6 أكتوبر وهبة أخرى يوم 13 من نفس الشهر، ساعتها اذا احسن الأحرار الطلب فلن يمر هذا القروي ومن ورائه السيستام، ولن تدخل تونس نفق الانتقامات البرلسكونية.. بيننا وبين تجنب الكارثة حكمة وفطنة وجرعة وطنية مركّزة.