ان تنشر عبير موسي تدوينة او صورة على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي تصف فيها غالبية الشعب التونسي بالحمير، لأنهم انتخبوا على خلاف رغبتها، أن تصل عبير الى هذا المستوى! معناها ان الامر لم يعد يتعلق بها وحدها، بل ربما سقط عنها اللوم، ليصبح في عنق مؤسسات الدولة، في عنق القضاء والقانون، في ذمة سمعة تونس وسلامة مسارها.
"إن الديمقراطية لا تصلح لمجتمع جاهل لأن اغلبية من الحمير ستحدد مصيرك"، هذه تدوينة صادرة عن رئيسة حزب!!! ينشط تحت البرلمان بموجب الدستور وبموجب الثورة وبموجب الانتقال الديمقراطي، وبموجب الحرية التي وفرتها دولة سبعطاش ديسمبر، دولة ما بعد دولة القمع النوفمبرية.
لا تتحمل عبير مسؤولية التدوينة، لأنها سبق وانذرت الساحة والدولة والتجربة، حين رفضت الاعتراف بالدستور ورفضت الاعتراف بالأحزاب القانونية، وحين حرضت على شركاء الساحة، وحين سفهت الثورة ووصفت شهداء العزة بأبشع الاوصاف، حين رفضت دعوة الرئيس المنتخب، ثم حين رفضت أداء القسم تحت قبة البرلمان وأحدثت الهرج لإفساد عرس تونس..
ولما فعلت كل ذلك وأكثر من ذلك ولم يتحرك القانون ولا تمعر وجه الدولة، هاهي تكفر بنعمة الحرية وتستعمل نعمة الانتخابات لوصف الشعب بالحمير، انها تستغفل الدولة لإسقاط الدولة، تستغفل الديمقراطية لإسقاط الديمقراطية!!!
ستمضي عبير الى أبعد من ذلك، ستاتي بتصرفات لا تخطر على بال احد، ستهين تونس وتتآمر مع ضباع النفط وتستفز وتسعى الى تحويل برلمان الثورة الى سيرك، ستفعل الموبقات من أجل ان تقنع التونسيين بأن الحرية كارثة وان النعمة كل النعمة في زريبة العبودية.
واصلوا الصمت على عبير! ستركب عليكم عبير! ستسيبكم عبير! سوف تذبح ابناءكم وتستحيي نساءكم! سوف تطلب رجالكم الى بيت الطاعة! سوف ترفض دفع النفقة! سوف تترككم كالمعلّة! سوف لن ترمي عليكم اليمين! واصلوا تجاهل الورم حتى يستفحل ويخرج عن السيطرة! ومن ثمّ يأتي على الأخضر واليابس.