ينطلق اليوم رئيس الحكومة المكلف في مشاوراته لتشكيل فريقه. المؤشرات الاولية تجعل نسبة النجاح في تشكيل حكومة قوية بقاعدة سياسية واسعة تقترب من الصفر.
التجاذبات الوظيفية " الممنهجة " وحرارة القصف المتبادل بين قيادات وقواعد الرباعي المسمى " ثوريا " اي النهضة والتيار والشعب وائتلاف الكرامة تجعل امكانية الالتئام في حكومة واحدة من قبيل المستحيلات كالغول والعنقاء وبالخصوص كالخل الودود.
في المقابل تبدو القوى غير المعنية مباشرة بهذا " الالتئام " من قلب تونس وتحيا وباقي مشتقات نداء 2014 وجبهات الاستقطاب المحمولة على صراعات 2012 و2013 وعموم المنظمات والقوى المدنية التي لا تتحمس لمقولة " حكومة ثورة " برداء نهضاوي في موقع المتابع الذي لا يبخل بالمساهمة في تقليص حظوظ الحبيب الجملي القادم على استحياء الى ساحة سياسية صاخبة لم يعرف عنه حضور فيها.
فشل المفاوضات قبل ان تلد او تمخض جبلها عن حكومة ضعيفة يرميها رحم المجلس سريعا ورغم ما قد يخلفه من خيبة شعبية يبدو " امنية مكتومة " لدى كل الاطراف بمن فيهم " الحزب الاكثري " …أشهر اخرى مع حكومة تصريف اعمال تتكفل بتحمل ما يسخن ويحتقن من ملفات عسيرة يبدو حلا مريحا لأغلب الاطراف الحزبية المرتبكة وفسحة زمن كافية لتعديل الاوتار داخل احزاب تعيش جدلا داخليا مكتوما ويلقى بها في مشهد سياسي وشعبي لا يرحم.
لن يزعج النهضة كثيرا او على الاقل جناحا مهما داخلها ان تذهب كرة لهيب " التشكيل " الى قرطاج وبذلك يستريح حزب النصف انتصار من ملاعبة خطيرة لمشهد سياسي يترصد عثرته و " يحقن " عرق خلافات قد تتعمق داخل جسم نهضاوي يسير على حافة الهاوية التي يحذق شيخها السبعيني " تبديل الخطوة " على حدها المذبب منذ قرابة العقد من عواصف ربيع عربي لا يستقر.
التيار والشعب القادمان الى قلب اللعبة السياسية نتيجة صدفة سعيدة لانقلاب مزاج شعبي عالي الانتظارات يدركان غضاضة جسميهما المتفاجئين بانتصارات غير متوقعة جدا ما يجعل مغامرة حكم بصدور عارية امرا مخيفا لن تسهله الا حماية " ساكن قرطاج " المسنود برصيد مداد شعبي يقارب سعة البحر بما يؤهله لكتابة كلماته وبما يغري الحزبين ان يكتب لهما بالنيابة بعضا من كلامهما.
" خجل باقي الاطراف " من المشاركة في حكومة " المسؤولية المشتركة " لن يذيبه الا " التبرقع " بوجه حكومة " الرئيس " التي تكون " رداء النبي " تحمله الايادي من جميع اطرافه فلا يكون قد حمله احد و اذا تمزق فقد توزع " دمه بين القبائل " .
أبغض الحلال رغبة يكتمها الجميع وربما يعلمها المكلف ولكن الوصول اليها تبدو محفوفة بالمكاره وان كانت التجاذبات الحالية تريد تزيينها بالشهوات ولكن الاحداث السياسية في زمن شعبي صاخب متحرك قد يربك كل حسابات الحقل الهادئة فتجري رياح البيدر بما لا تشتهي جاروشة " السياسة التقليدية " في غرف " الكمبين " ….