والا فان الشباب سيكنسكم كما كنس الاستبداد من الحكم
كنت نبهت النهضة عديد المرات في مقالات أكاد لا أقدر على احصائها إلى أنها أخطأت لما اقتربت من نبيل القروي كما حذرتها من قبل من مخاطر التحالف مع الباجي الذي جعلها تخسر الكثير من الأصوات من قواعدها ومن المتعاطفين معها. ورغم ذلك اقتربت من نبيل القروي ولعبت معه سياسيا.
لقد خسرت ماء وجهها بعد أن "فصع" بها في البرلمان هذا اليوم لأسباب قد يعرفها البعض ولكن أغلبنا لن يعرف شيئا. فهل عرف أن النهضة لن تكون قادرة على حمايته من السجن فغير الاتجاه.. وأعود إلى النهضة من جديد فأدعوها الى أن تحافظ على خطها ولو تحت القصف المنظم والعشوائي وإن لزم الأمر عليها أن تصبح في المعارضة..
ذلك أفضل لها وأشرف من أن تمد أيديها الى أصحاب الملفات السوداء بدعوى التكتيك
فها أن التكتيك قد أثبت أنه ليس سياسة إيجابية دوما… لذا عل النهضويين أن يستوعبوا الدرس وأن يكونوا صادقين مع أنفسهم وواضحين مع قواعدهم وأنصارهم وحاسمين مع منافسيهم وحازمين مع اعدائهم.. أما أن يبحثوا دوما عن المناطق الوسطى فلن يوفر لهم ذلك الا التقهقر .
لاحظوا أنهم يسيرون نحو الأسفل فبعد أغلبيتهم في المجلس التأسيسي ساروا على خط الهبوط والتدهور وبعد أن خسروا المؤلفة قلوبهم بلغ بهم الأمر إلى أن يخسروا أن المنتمين إليهم
واقول لهم مباشرة: عودوا الى قواعدكم سالمين.
ونظموا صفوفكم من جديد وأسالوا أنفسكم هل جئتم لإنقاذ النظام السابق بمنع قانون تحصين الثورة والتحالفات مع الباجي حامي حمى الفساد لمساندته في إصدار قانون المصالحة بلا اعتذار ولا محاسبة ولا محاكمة.. أم أنكم جئتم من أجل دعم الثورة وفتح الأبواب أمامها لتستمر وتحقق أهدافها؟!
ألم تلاحظوا بعد أنكم بالاقتراب من نبيل القروي كدتم تجهزون على الثورة لولا تيقظ الشباب الذي ضرب ضربته الثانية لما اختار قيس سعيد اعتقادا منه أنه يمكنه أن يعيد الثورة إلى سكتها بعد أن خذلته القوى التي جاءت بها الثورة إلى الصدارة مثل النهضة وانصارها المحافظين والجبهة الشعبية وكل الأحزاب التي انضمت إليها مع فرق يسارية صغيرة دون أن ننسى التيار وحزب الشعب والتكتل وحزب المؤتمر….
كلهم ارتموا على الغنائم بأنواعها والمحصصات السياسية وتوزيع المناصب وتوسيع النفوذ…. ولا أحد فكر في الثورة ولا في الشباب العظيم الذي أسقط استبداد النظام ودفع الثمن باهظا من حياته وصحته وحريته …
جلهم خانوا الثورة ومدوا أيديهم للنظام السابق أو ضعفوا فلم يكونوا في مستوى الثورة وتطلعات الشباب
ولذا فإنهم بدؤوا يتساقطون.. فإما أن يعودوا إلى إشعال جذوة الثورة والا فأنكم ستنتهون. اخجلوا من انفسكم.. ووضحوا مساراتكم.. وكونوا في موعد مع التاريخ …والثورة.
تونس ومعها البلدان العربية لم تعرف أعظم من هذه الثورة على رب الإنجازات الإنسانية لأنها حققت الحريات كلها ام تتمتع بها لحظة واحدة منذ العصر القرطاجني الى حكم زين العابدين كله تاريخ ظالم للشعب. تاريخ الاستبداد والنهب.
وجاءت ثورة الشباب فأنهت الاستبداد وأسقطت رأسه وتأكد أنه لن يعود.. ولن يعود بالفعل… وما حدث في البرلمان هذا اليوم يؤكد ذلك.. رغم أن البرلمان ليس في المستوى الذي يطمح فيه الشعب.