بلادنا فيها سرّاق؟ ايه، برشة. فيها ضباع ما تفكر كان كيفاش تنهش من لحمها؟ ايه، برشة. فيها ناس تخمم كيفاش تستغني مالكوارث الي تهبط على روسنا؟ فيها. لكن بلادنا فيها رجال ونساء واقفين. فيها شباب مقطع روحو عليها. فيها ناس ما ترقدش النوم تخدم عليها وتحمي فيها. بلادنا عندها رجالها، وأولادها، وما اطيحش! بلادنا أمنا وبونا، ما نبيعوهاش، وما نعطيوها لحد!
الخبير الجهبذ، متاع الليلة، جراح تجميل مسجل في عمادتي الأطباء في كندا وفي تونس (وهذا معناها هو محتال)، في آخر جانفي كان يعتبر الكورونا كلام فارغ، ومجرد مؤامرة، والفيروس غير موجود أصلا.... توة كيف ولى ثمة إمكانية يعبي أجيابو، ولى خبير كورونا... نصيحة للي استضافو، شوف شنوة ينجم يجبدلك آخر…
يعني، طبيب متاعي تعملي عمليات تجميل، نولي نجيبك في برنامجي كخبير في الكورونا، وانت مجرد سمسار، مستورد أدوية وأجهزة فاسدة.... مشكلتك في أن الوزارة ثبتت في سلعتك ولقاتها فاسدة... مش مشكل، نجيبك في البرنامج وأعفس في راحتك... لعنة الله عليكم الزوز !!
برهان بلخيرية جراح تجميل في الأصل، لكنه مستثمر ورجل أعمال بالدرجة الأولى في عدة قطاعات. في رابط لمقال به في موقع إلكتروني، يتحدث فيه عن توسع استثماراته وعلاقته بالطرابلسية وبن علي. مالذي أزعج رجل الأعمال اليوم حتى تذكر صفته الطبية؟ أعتقد أن توزيع المهام بدأ في صفوف رجال الأعمال، على قناة رجال الأعمال…
من يستفيد من تدمير جهد الإعلاميين الحقيقيين في إيصال المعلومة، ولعب دورهم المقدس؟ لمن يشتغل "كناترية" الإعلام؟ ومن الذي من مصلحته اليوم إسقاط يقظة الإعلام والتحامه بشعبه في هذا الوقت العصيب؟ المرتزقة! نعم، لا اسم آخر لهم…. المرتزقة!
إنتبه، ماجول قد يخفي آخر! لرجال الأعمال مخالب، ولكن مخالب الدولة يجب أن تكون أمضى، وأنيابها أطول. أتحدث هنا بالذات عمن يمثلهم ماجول وبلخيرية بخطابهم المخادع والمخاتل والإجرامي. ستزعجهم لفظة إجرامي. نعم، إجرامي!
من كون ثروته من دماء وعرق التونسيين، ويعتقد أن هذه الكارثة فرصة لمص المزيد من الدماء والعرق، ليس إلا مجرما. المجرم يعامل بطريقة واحدة: بالقانون، الذي يجب أن يكون أقسى وأقسى ضد كل تجار الحرب وأمرائها. إعلام أمراء الحرب أيضا… إضعاف معنويات التونسيين في حرب البقاء التي يخوضونها ضد كل الضباع والمجرمين والوباء هي جريمة.
بعضهم يتذكر الإيديولوجيا والبلاد تواجه خطر الفناء، بعضهم الآخر يستمع لرنين النقود، والبعض الآخر لم تزده الكارثة إلا غباء. متضامن مع وزير الصحة وكل الإطارات الطبية وشبه الطبية ضد كل التشويه والغباء وقلة المروءة.