"ظهرك ما عادش محمي يا تونس" بعد جريمة التاسعة وجريمة المليشيّات النقابيّة في مستشفى صفاقس تبيّن أنّه يتحتّم على تونس إعادة ترتيب شروط المعركة من جديد، كانت بلادنا تتصدّى وتحترس من الفيروس وتلاحقه وتطارده حيثما تنقّل، الآن تغيّر الوضع أصبح ظهر البلاد مكشوفا وتبيّن أنّه وحتى في حروب الإبادة الكبرى يتواجد الخونة، تبيّن أنّ الأمر لا يتعلّق بخيانة الثّورة أو الانتقال الديمقراطي أو الحرّيّة أو الفقر أو الوطنيّة.
الأمر يتعلّق بخيانة تمسّ الحياة نفسها، حين تواجه تونس الموت هناك من يمارس الغدر من الخلف لأغراض ماليّة متعفّنة أو لأغراض أيديولوجيّة مبيدة!
"توّ وين صعّبوا علينا المعركة. حذار من الاختراقات!" الآن وبعد مبادراتهم الإجراميّة أصبح لا مناص من الاحتياط، يد تقاتل كورونا وأخرى تتصدّى لقوى الإجرام التي كشّرت ويبدو أنّها نوت على الشرّ، فمن أجل فتح ثغرة للتكسّب الحرام الزقوم سيفعل هؤلاء كلّ شيء، وليس من المستبعد أن يقوموا بعمليّات تلويث واسعة تقترب من الحرب الجرثوميّة،
فهم ليسوا على استعداد أن تجْهز تونس على كورونا وتعود الحياة إلى دورتها المعتادة دون أن يجنوا الأرباح الطائلة، لذلك سيستعملون كلّ الحيل الإجراميّة لتأخير النّصر، والأكيد أنّ أصحاب الاختصاص يدركون كيف تدور الحروب القذرة، ومن أين يمكن أن يلج الإجرام.. ربّما أغراهم الطمع وحثّهم الجشع على نشر الفيروس وزرعه بأشكال واسعة، متعمّدة وخبيثة.
هذا إلى جانب قراصنة الأيديولوجيّا الذين يتمنّون أن تجثوا تونس أمام كورونا فقط لأنّهم ليسوا في الصّورة، أو لأنّ من يقود المعركة لا ينتمي إلى تَصيلتهم المُفَيرسة، ولما لا يفعلونها وقد فعلوها من قبل، حين رحّبوا بالثّورة ورقصوا على نخبها، حتى إذا أخطأتهم الصناديق، تآمروا عليها واجتهدوا في إسقاطها ورقصوا على نخب الانقلاب في مصر وتمنّوا أن يكون لتونس سيسيّها!!! إنّهم لا يتعاملون مع الحرّيّة كقيمة إنسانيّة وإنّما كغنيمة يجب أن تدرّ عليهم الأرباح وإلا ذبحوها وسلخوها وشربوا دمها.