انها واحدة من اغرب المعارك بعد الثورة، تتجلى الغرابة في سرعتها وفي أطرافها وفي الضربة القاضية التي انتهت بها، حيث تعرض الإعلام الافتراضي الحر الى عملية التفافية حاول من خلالها "الجُرم" المعتدي ان يحدث ثغرة في ظهر الجيش الأزرق،
فتفطن له جهاز المناعة وأعلن النفير العام، حينها كانت الموقعة الغريبة! غريبة أي نعم غريبة! اسألوا الأطباء، كل اجهزة المناعة تحسم أمر المعارك في 3 الى 4 ايام، منها من يحتاج الى اسبوع وأكثر،
إلا جهاز المناعة التابع للكيان الأزرق، فقد اعتمد المعركة الخاطفة، معركة جدت لساعات فقط لا غير، دارت على جولتين، تحرك جهاز المناعة لتنبيه الكيانات الحية السليمة التي خادعها "الجرم".. ابعدتها..
هكذا تكون عرت "الجرم" ونزعت عنه الحاضنة، ثم قصفته، أجهزت عليه في ساعتين، تلك كانت معركة نادرة لجهاز مناعة من نوع خاص.. مبــــــــــــــــروك.
إعلام الفقراء في إتجاه خسارة فادحة أمام إعلام الأجراء!
يتعرّض إعلام ما فوق الاحتكار أو إعلام الفقراء إلى مذبحة أو بداية مذبحة إذا غمس أصحابها السكّين سيكون لها ما بعدها، عمليّة مشبوهة تبدأ بمضاعفة الحصانة التي يتمتّع بها النّواب ومن ثمّ تنتقل إلى تنفيذ عمليّة شاملة لشلّ حركة الفضاء الاجتماعي وإحالته إلى مساحة تنبير ونكت أو في أقصى الحالات يختصّ في نقل الأخبار التي ينشرها الإعلام الرسمي أو إعلام المال والصفقات الفاسدة والثّورة المضادّة وإلى ذلك من العاهات المتلفزة والممذيعة.
سيكون على الأذرع المتطوّعة والمنصّات الشعبيّة أن لا تردّ على فظاعات بنت النّظام البائد ومن شابهها من الكراكوزات الذين يتحصّنون بالقبّة ومن تحتها يقصفون الكلّ، الثّوار والثّورة والانتقال الديمقراطي والسيادة الوطنيّة، سيتحرّرون ويرفع عنهم الحرج بغية التوسّع في ممارسة البذاءات، سيتغوّلون ويمتطون الدولة ويذلّونا، كيف لا والشعب كان يترقّب قوانين رادعة تلجم العار النّوفمبري المتفلّت الذي يعربد في برلمان الثّورة،
فإذا بالمجلس يناقش حماية البذاءات من نقد بذاءاتها، يناقش منع الردّ على أعداء الثّورة وتجريم من يقف في وجه سجاح حين تنشب في ثورة دفعت فيها تونس فلذات أكبادها.
إذا مرّ مقترح خنق الفيسبوك وسحب حقّ الردّ من منصّة الفقراء، هذا يعني أنّ المجلس الموقّر قرّر أن يبقى حق القذف والشتم والتشهير والتعتيم والتدليس والتزوير، خالصا لقنوات رجال الأعمال دون الحاجة لتدخل منصّات النّضال الإعلامي للتفنيد والتسديد والترشيد والتوجيه وكشف خور من صعّد إعلام العار بأسهمه زورا وإنصاف من وقع تحت أنياب إعلام رجال العمايل أصحاب الصفقات الفاسدة.
إنّه لمن عجائب تونس العصر الحديث أن يقدّم المقترح القاضي بذبح منصّات النّضال الافتراضيّة، على وقع جريمة إعلام العصابات!!! كنّا نترقّب وقفة في وجه الإجرام المتلفز فخرجوا علينا بقانون يجرّد المنصّات الشعبيّة من حقّ الردّ على النطيحة والمتردّية وما أكل السبع.. والموقوذة.. والموقوذة.. والموقوذة..
هذه مبادرة ضيزى، تمهّد لحملة سحب الأسلحة من نشطاء المقاومة الشعبيّة الإعلاميّة، وإعادة الكلمة إلى سجن إعلام العار يخادنها بلا عقود شرعيّة ولا حتى وضعيّة، إنّه وحين تسحب الكلمة من زحام الإعلام الشعبي وتسمّن رصيد إعلام الصفقات الإجراميّة الفاسدة،
حينها تتحوّل الكلمة من حرّة إلى أمة ومن محصّنة في حمى أبناء تونس إلى بغي في حجر أولاد مفيدة.. إنّهم يرتشفون دواة الأمين البوعزيزي ويسكبونها في كونسيلير علاء الشّابي! تلك التي يتزيّن بها.. تلك التي له فيها مآرب أخرى..