في حواره على قناة حنبعل مع سماح مفتاح أكد وزير الدفاع التونسي عماد الحزقي وجود مرتزقة في صفوف ميليشيات حفتر كما في صفوف حكومة الوفاق المعترف بها دوليا،والتي تعتمد على وحدات وكتائب ليبية ولم يسبق لأطراف دولية أن تحدثت عن مرتزقة في صفوف الحكومة الشرعية في طرابلس وإنما شككت فقط في قدرة الحكومة على ضبط جميع الالوية العسكرية "الليبية وليست الاجنبية" والزامها بالقرار المركزي،
ثم تمادى الوزير الى حد وصف القوات المسيطرة على المعابر بالميليشيات! تأتي هذه الأوصاف في سياق مثير استعمل فيه عماد الحزقي لغة مستفزة قاتمة جافة دبلوماسيا تجاه الأشقاء في ليبيا! من كورونا الى الارهاب الى الاقتتال الى المرتزقة الى الميليشيات..
بينما لم يذكر عبارة الأشقاء ولو مرة واحدة، والاكيد ان تلك اللغة القاتمة ليست مهمة وزير الدفاع وحتى ان كان الامر أكثر قتامة مما ذكر فلا يجب أن تقوم اللافتة العسكرية الأولى في تونس باختزال مرحلة من مراحل الأزمة الليبية للإساءة الى علاقات طويلة وعميقة ومتداخلة، من العائلية إلى المالية فالتجارية فالفلاحية فالتاريخية، الى مختلف انواع الشراكة الضاربة.
هذا الخطاب يعيد الى الأذهان التصريحات الكارثية لوزير الدفاع السابق او الأسبق عبد الكريم الزبيدي الذي وصل به الأمر الى الحديث عن دبابات كان سيرسلها لتطويق البرلمان!ّ!! الى جانب تصريحات اخرى بالغة الاستهتار لا تعكس الصورة العسكرية المنضبطة التي يتمتع بها جيشنا الوطني، بل تظهر أن استدعاء مدنيين من خارج السلك أو ليست لديهم أي دراية بميكانيزمات السلك إنما هي عملية بريكولاج يجب أن يعاد النظر فيها، إما باعتماد شخصيات تكوينها يلامس المدونة العسكرية يفقهها ويحسن التعامل معها، أو الاعتماد على شخصيات عسكرية متمرسة تملك الانضباط العسكري وتحسن الحديث بلغة السلطة المدنية.
الثابت أن وزير الدفاع عماد الحزقي تكلم عن الأشقاء بلغة قاتمة خالية من أبجديات الدبلوماسية ولا تراعي اعتبارات الروابط، لكن لا ندري إن كان الأمر يتعلق بسياسة أقّرها رئيس الجمهورية ويطبقها الحزقي، ام ان الوزير اجتهد بمفرده في مسالة لا تخضع الى الاجتهاد وانما الى سلوك الدولة وعرفها وتقاليدها، فلا شك أن التنافر كان كبيرا بين سياسة المنصف المرزوقي وسياسة الباجي قائد السبسي، لكن كلاهما تعامل مع طرابلس كرمز للسيادة الليبية، ولم يسبق للسيسي ولا المرزوقي أن وصفا السلطة في طرابلس بالميليشيات…
فهل هي زلة الرئيس قيس أم منهجية الرئيس قيس؟! هل هي زلة الوزير عماد أم منهجية الوزير عماد؟! نترقب الجواب..