أتابع ما يحدث في جربة بذهول... شحن جهوي مقيت ينخرط فيه عدد كبير من أهل الجزيرة وبعض نخبتها التي كشفت عن عصبية جهوية لا تصدق. عصبية يغيب عنها العقل يتم توظيفها من قبل لوبي المصحات الخاصة التي تتنصل من واجبها الوطني في التصدي للوباء الزاحف تحت شعار حق جربة في خدمات مركز الولاية وهي تعلم أن إمكانيات المستشفى الجهوي أقل من مصحة خاصة واحدة في جربة.
هذه الأزمة مفتعلة من لوبيات فساد تستثمر في الام الناس وتشعر أن مصالحها مهددة وتبتز الدولة وتوظف في ذلك الغرائز البدائية وحماسة شباب مندفع وعدم إلمام الكثيرين بتعقيدات ملفات قديمة كموضوع النفايات الذي تتحمل مسؤولية العجز عن حله الدولة لا غيرها.. واختزاله في أن مصبا جهويا يرفض استقبال نفايات جربة هو جهل بالملف الذي أدعي أنني أعرف تفاصيله المخزية.
ترديد شعار جربة بقرة حلوب شعار شعبوي ركيك. هي حلوب مثلها مثل كل جهات البلاد وكل ثرواتنا الوطنية المستغلة من طرف مستثمرين ركزوا مشاريعهم زمن الفساد الممنهج، فدمروا البيئة الجزيرية لا لصالح شركائنا واخوتنا في مدنين.. بل لصالح لوبيات النهب السياحي المحلي والأجنبي.
سهولة الانخراط في حروب جاهلة ومراكمة أحقاد مجانية بين أبناء الوطن الواحد باسم العدالة دليل هشاشة الوعي المواطني المدني. قد أتفهمه من شباب متحمس سيفهم إن وجد من يؤطره، أما أن تندفع فيه نخب، فهو أمر محبط ومؤلم.